الأعور الدجال * قرأت كتاب " المهدية في الإسلام " للشيخ سعد محمد حسن من علماء الأزهر فتذكرت قصة كنت قرأتها منذ أكثر من عشرين عاما، وبطل القصة رجل يعرف بالأعور الدجال، وشعرت برغبة ملحة في قراءتها من جديد، ولكني لطول العهد نسيت اسم الكتاب الذي قرأت فيه القصة فبحثت عنها في كل كتاب احتملت أن يتعرض لها إلى أن اهتديت إليها في أحد الكتب القديمة، نقل صاحب الكتاب القصة عن رواة عدة اختلفت أقوالهم في الوصف والتصوير، والاختصار والتطويل، ولكنهم اتفقوا على أصل الفكرة، والصورة التالية تعبر عن أقوالهم مجتمعة:
يأتي في آخر الزمن، رجل اسمه صائد، ولقبه الدجال، عينه اليمني ممسوحة، والأخرى في جبهته، تضئ كأنها كوكب، فيها علقة ممزوجة بالدم، مكتوب على جبينه " كافر " يخوض البحار ويجوب آفاق الأرض، يسير بين يديه جبل أبيض يخاله الناس طعاما، وما هو بطعام، وخلفه جبل من نار ودخان، ينادي بأعلى صوته. إلي إلي أتباعي، أنا الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، أنا ربكم الأعلى. أكثر أتباعه اليهود، تحته حمار مسافة ما بين أذنيه ميل، لا يمر بماء إلا غار، ولا بزرع إلا تلف، ولا بشعب إلا أهلكه، ورماه في هوة الفقر والبؤس، وتنتشر في عهده الفتن في كل مكان، وتتراكم كقطع الليل المظلم.
وسواء أكان رواة هذه القصة محل الثقة أو الريب فإنها تنطبق كل الانطباق على دول الاستعمار وشركات الاحتكار، فهي تدخل الشعوب بقصد الصيد