ومنها ما رواه عن ابن أبي يعفور عن الصادق (عليه السلام) " قال: سمعته يقول: ثلاثة لا يكلمهم (1) الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماما من الله، وزعم أن لهما في الإسلام نصيبا " (2). وهذا صريح في كفرهم، ولكنه قابل للتأويل.
ومن طرق العامة ما رواه أبو أمامة الباهلي عن النبي (صلى الله عليه وآله): " أن الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتى، وخلقت أنا وعلي من شجرة، فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمارها وأشياعنا أوراقها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ هوى، ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي ثم لم يدرك محبتنا أكبه الله على منخريه في النار، ثم تلا * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * (3) ".
وروى الصدوق بأسانيد متعددة عن أبي حمزة عن علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه " قال لنا: أي البقاع أفضل؟ فقلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، فقال: أما أن أفضل البقاع بين الركن والمقام، ولو أن رجلا عمر ما عمر نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان، ثم لقي الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا " (4).
وروى محمد بن يعقوب بإسناده عن عبد الحميد بن أبي العلاء، عن الصادق (عليه السلام) أنه " قال: قال لي: يا أبا محمد والله لو أن إبليس سجد لله بعد المعصية والتكبر عمر الدنيا ما نفعه ذلك ولا قبله الله عز ذكره ما لم يسجد لآدم كما أمره الله أن يسجد له، وكذلك هذه الأمة العاصية المفتونة بعد نبيها وبعد تركهم الإمام الذي نصبه نبيهم لهم فلن يقبل الله لهم عملا، ولن يرفع لهم حسنة حتى يأتوا الله من