وبعد تمهيده نقول: لعل النون لما أدى إلى القلم رتبة الحسين (عليه السلام) ومنزلته عند الله تعالى، وما سيجري عليه من يزيد وظلمه وطغيانه، وأي ظلم وطغيان استنبط منه القلم كونه ملعونا عند الله فحكم به ولعنه، ثم أدى ذلك الملك وهو اللوح من غير أن يأمره بخصوص لعنه ربه، ولكن لما كان علمه هذا واستنباطه ذاك مطابقا لما في نفس الأمر، ولعنه موافقا لما في علم الله تعالى صدقه ربه وصوبه، فأوحى إليه: أنك استحققت الثناء بلعنك هذا، لكونك فيه مصيبا باجتهادك من غير أن يوحى إليك هذا الأمر بخصوصه.
فالمراد بالإذن هنا هو الأمر كما أومأنا إليه، وليس المراد به العلم أو رفع المانع كما هو من معانيه، فلا ينافي ذلك حديثا رواه الكليني في أصوله أنه " لا يكون شئ في الأرض ولا في السماء إلا بسبع " وعد (عليه السلام) منها الإذن، ثم قال:
" فمن زعم غير هذا فقد كفر " (1) وفي رواية أخرى: " فقد كذب على الله تعالى، أورد عليه " (2) والترديد من الرواي.
[شرحي بر شعر عرفاني] ممكن بود كه هستى واجب فنا شود * وين ممتنع كه مهر تو ازدل جدا شود در تنگناى عكس نقيض خيال تو * ترسم كه صورتم زهيولا جدا شود بر أرباب دانش وبينش پوشيده نيست كه ظاهر اين رباعى آگاهى از آن دهد كه قائل آن از حكما وعلما واهل فهم از شعرا بوده، بنابر اين اراده ء معنى حقيقى از الفاظ اين رباعى بعيد نخواهد بود.
پس گوئيم: مراد به واجب مذكور واجب بالغير است، وملخص معنى به آن آيل است كه فنا وزوال هستى من كه عبارت است از انعدام هذيت واضمحلال هويت در معرض امكان است، وأما انسلاخ مهر ومحبت تو از شغاف قلب وكانون دل به جهت شدت اختلاط وفرط ارتباط بر وجهى است كه در حيز امتناع است " إن روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها " (3) واين