التوراة. وفي البصائر للمصنف: وسمي كتاب داوود زبورا، لأنه نزل من السماء مسطورا. والزبور: الكتاب المسطور. وقيل هو كل كتاب يصعب الوقوف عليه من الكتب الإلهية. وقيل: هو اسم للكتاب المقصور على الحكمة (1) العقلية دون الأحكام الشرعية والكتاب لما يتضمن الأحكام (2). وقرأ سعيد ابن جبير " في الزبور " وقال: الزبور: التوراة والإنجيل والقرآن. قال: والذكر: الذي في السماء. وقيل: الزبور فعول بمعنى مفعول، كأنه زبر أي كتب.
والزبرة، بالضم: هنة ناتئة من الكاهل، وقيل: هو الكاهل نفسه. يقال: شد للأمر زبرته، أي كاهله وظهره. وهو أزبر ومزبر (3)، هكذا كأحمد ومحسن في سائر الأصول وهو وهم، والصواب: وهو أزبر ومزبراني أي عظيمها أي الزبرة زبرة الكاهل. يقال: أسد أزبر ومزبراني، والأنثى زبراء، وسيأتي في المستدركات.
والزبرة: القطعة من الحديد الضخمة، ج زبر، كصرد وزبر، بضمتين. قال الله تعالى: (آتوني زبر الحديد) (4) وقوله تعالى: (فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا) (5) أي قطعا. قال الفراء في هذه الآية: من قرأها بفتح الباء أراد قطعا. مثل قوله تعالى: (آتوني زبر الحديد)، قال: والمعنى في زبر وزبر واحد، ومثله قال الجوهري. وقال ابن بري: من قرأ زبرا فهو جمع زبور لا زبرة لأن فعلة لا تجمع على فعل، والمعنى: جعلوا دينهم كتبا مختلفة. ومن قرأ زبرا، وهي قراءة الأعمش، فهي جمع زبرة، فالمعنى تقطعوا قطعا. قال: وقد يجوز أن يكون جمع زبور، وقد تقدم. وأصله زبر ثم أبدل من الضمة الثانية فتحة، كما حكى بعض أهل اللغة أن بعض العرب يقول في جمع جديد: جدد، وأصله وقياسه جدد، كما قالوا: ركبات وأصله ركبات، مثل غرفات، وقد أجازوا غرفات أيضا، ويقوي هذا أن ابن خالويه حكى عن أبي عمرو أنه أجاز أن يقرأ زبرا وزبرا وزبرا، فزبرا بالإسكان هو مخفف من زبر كعنق مخفف من عنق. وزبر بفتح الباء مخفف أيضا من زبر، برد الضمة فتحة، كتخفيف جدد من جدد. هذا وقد فات المصنف جمع الزبرة بمعنى الكاهل، قالوا: يجمع على الأزبار، وأنشدوا قول العجاج:
* بها وقد شدوا لها الأزبارا * وأنكره بعضهم وقالوا: لا يعرف جمع فعلة على أفعال، وإنما هو جمع الجمع كأنه جمع زبرة على زبر وجمع، زبرا على أزبار، ويكون جمع زبرة (6) على إرادة حذف الهاء.
والزبرة: الشعر المجتمع بين كتفي الأسد وغيره، كالفحل. وقال الليث: الزبرة: شعر مجتمع على موضع الكاهل من الأسد وفي مرفقيه، وكل شعر يكون كذلك مجتمعا فهو زبرة.
وزبرة الحداد: السندان.
ومن المجاز: الزبرة: كوكب من المنازل، على التشبيه بزبرة الأسد. قال ابن كناسة: من كواكب الأسد الخراتان، وهما كوكبان نيران بكاهلي الأسد، بينهما قدر سوط ينزلهما القمر، وهي يمانية (7).
والأزبر: المؤذي، نقله الصاغاني.
وزبراء (8): بقعة قرب: تيماء، نقله الصاغاني.
وزبراء: جارية سليطة كانت للأحنف بن قيس التميمي المشهور في الحلم، وكانت إذا غضبت قال الأحنف: هاجت زبراء، فصارت مثلا لكل أحد حتى يقال لكل إنسان إذا هاج غضبه: هاجت زبراؤه.
وفاته: زبراء: مولاة بني عدي، عن حفصة، وزبراء مولاة علي، عنه. والزبراء بنت شن، في نسب قضاعة.