تاج العروس - الزبيدي - ج ٦ - الصفحة ٤
آبرها. وإنما قيل للملقح: آبر، لأنه مصلح له، وأنشد:
فإن أنت لم ترضى بسعيي فاتركي * لي البيت آبره وكوني مكانيا أي أصلحه.
وأبر الكلب أبرا أطعمه الإبرة في الخبز. وفي الحديث: " المؤمن كالكلب المأبور.
وفي حديث مالك بن دينار: " مثل المؤمن مثل الشاة المأبورة "، أي التي أكلت الإبرة في علفها فنشبت في جوفها، فهي لا تأكل شيئا، وإن أكلت لم ينجع فيها.
ومن المجاز: أبرته العقرب تأبره وتأبره أبرا: لسعته، أي ضربته بإبرتها. وفي المحكم: لدغت بإبرتها، أي طرف ذنبها. وفي الأساس: وأبرته العقرب بمئبرها، والجمع مآبر.
ومن المجاز: أبر فلانا، إذا اغتابه وآذاه. قال ابن الأعرابي: أبر، إذا آذى، وأبر، إذا اغتاب.
وأبر، إذا لقح النخل.
وأبر: أصلح (1).
وأبر القوم: أهلكهم، ومنه في حديث علي رضي الله عنه: " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه، وأشار إلى لحيته ورأسه، فقال الناس: لو عرفناه أبرنا عترته ". أي أهلكناهم (2)، وهو من أبرت الكلب، إذا أطعمته الإبرة في الخبز. قال ابن الأثير: هكذا أخرجه الحافظ أبو موسى الأصفهاني في حرف الهمزة. قيل أبرته، من البوار، فالهمزة زائدة، وسيأتي.
والإبرة، بالكسر: مسلة الحديد. ج إبر، بكسر ففتح، وإبار، قال القطامي:
وقول المرء ينفذ بعد حين * أماكن لا تجاوزها الإبار وصانعه وبائعه، هكذا في النسخ بتذكير الضمير، وفي الأصول كلها: صانعها: الأبار. وفي التهذيب: ويقال للمخيط إبرة، وجمعها إبر. والذي يسوي الإبر يقال له: الأبار، أبو البائع إبري، بكسر فسكون، وفتح الباء لحن.
وقد نسب إلى بيعها أبو القاسم عمر بن منصور بن يزيد الإبري ومحمد بن علي بن نصر الإبري الحنفي، صدوق.
ومن المجاز: الإبرة عظم وترة العرقوب، وهو عظيم لاصق بالكعب.
وقيل: الإبرة من الإنسان: طرف الذراع من اليد الذي يذرع منه الذارع (3) أو عظم، وفي بعض النسخ: عظيم بالتصغير (4)، وهي الصواب مستو مع طرف (5) الزند من الذراع إلى طرف الإصبع، كذا في المحكم.
وفي التهذيب: إبرة الذراع: طرف العظم الذي منه (6) يذرع الذارع (7). وطرف عظم العضد الذي يلي المرفق يقال له: القبيح، وزج المرفق بين القبيح وبين إبرة الذراع، وأنشد:
* حتى تلاقي الإبرة القبيحا * في المحكم والأساس: إبرة الذراع: مستدقها (8).
والإبرة أيضا: ما انحد (9)، أي استدق، من عرقوب الفرس، وفي عرقوبي الفرس إبرتان، وهما حد كل عرقوب من ظاهر.
ومن المجاز: الإبرة فسيل المقل، يعني صغارها. ج إبرات، بكسر فتحريك، وضبطه القفال محركة، وإبر كعنب. الأول عن كراع. قال ابن سيده: وعندي أنه جمع الجمع، كحمرات وطرقات.
ومن المجاز: الإبرة: النميمة، وإفساد ذات البين.
والإبرة: شجر كالتين.

(١) الأصل واللسان، وفي التكملة: وأبر بالكسر: صلح.
(٢) في النهاية: أهلكناه.
(3) عن اللسان، وبالأصل " الذراع ".
(4) وهي ما ورد في القاموس.
(5) في القاموس: " طرفي " وبهامشه عن نسخة أخرى " طرف " كالأصل.
(6) الأصل واللسان، وفي التهذيب: الذي من عنده.
(7) عن التهذيب، وبالأصل " الذراع ".
(8) لم ترد في الأساس (أبر)، والعبارة في الصحاح.
(9) بهامش المطبوعة المصرية: قوله ما انحدر من عرقوب الفرس وفي اللسان " إبرة الفرس، ما انحد من عرقوبيه، من وجد في نسخة المتن المطبوع من زيادة الراء في قوله ما انحدر غلط، وعليها مشى عاصم في ترجمته، كذا بهامش المطبوعة " أي طبعة التاج المؤلفة من خمسة أجزاء.
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست