تاج العروس - الزبيدي - ج ٢ - الصفحة ٤٠
وأرض مرنبة ومؤرنبة (1) ضبط عندنا في النسخ بفتح النون في الأخيرة والصواب كسرها، روي ذلك عن كراع: كثيرته وفي الأساس يقال للذليل: إنما هو أرنب، لأنه لا دفع عندها لأن القبرة تطمع فيها، والأرنب وفي لسان العرب المرنب (2) بالميم بدل الألف، قلت وهو نص ابن دريد جرذ كاليربوع قصير الذنب، كاليرنب، والأرنب ضرب من الحلي قال رؤبة:
* وعلقت من أرنب ونخل * والأرنب: موضع، قال عمرو بن معد يكرب:
عجت نساء بني عبيد عجة * كعجيج نسوتنا غداة الأرنب وأرنب: اسم امرأة قال معن بن أوس:
متى تأتهم ترفع بناتي برنة * وتصدح بنوح يفرع النوح أرنب وزاد (2) الدميري في " حياة الحيوان " الأرنب البحري، قال القزويني: من حيوان البحر، رأسه كرأس الأرنب وبدنه كبدن السمك، وقال الرئيس ابن سينا: إنه حيوان صغير صدفي، وهو من ذوات السموم إذا شرب [منه قتل] (3).
قلت فعلى هذا إنما المشابهة في الاسم لا الشكل.
والأرنبة بهاء: طرف الأنف وجمعها: الأرانب أيضا، وفي حديث الخدري " ولقد رأيت على أنف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرنبته أثر الطين " وفي حديث وائل " كان يسجد على جبهته وأرنبته "، ويقال: هم شم الأنوف واردة الأرانب (4)، وتقول: وجدتهم مجدعي الأرانب أشد فزعا من الأرانب، وجدع فلان أرنبة فلان: أهانه.
والأرينبة مصغرا: عشبة كالنصي إلا أنها أدق (5) وأضعف وألين، وهي ناجعة في المال جدا، ولها إذا جفت سفى كلما حرك تطاير فارتز في العيون والمناخر، عن أبي حنيفة.
والأرينبة مصغرا: اسم ماء لغني بن أعصر بن سعد بن قيس وبالقرب منها الأودية.
والأرينبات مصغرا: موضع في قول عنترة:
وقفت وصحبتي بأرينبات * على أقتاد عوج كالسهام كذا في المعجم. والأرنباني: الخز الأدكن الشديد الدكنة، نقله الصاغاني، وفي لسان العرب في حديث استسقاء عمر " حتى رأيت الأرنبة يأكلها (6) صغار الإبل " قال ابن الأثير: هكذا يرويه أكثر المحدثين، وفي معناها قولان ذكرهما القتيبي في غريبه (7)، والذي عليه أهل اللغة أن اللفظة إنما هي الأرينة بياء تحتية ونون، وهو نبت معروف يشبه الخطمي عريض الورق، وعن الأزهري: قال شمر: قال بعضهم: سألت الأصمعي عن الأرنبة فقال: نبت، قال شمر: وهو عندي: الأرينة، سمعت في الفصيح من أعراب سعد بن بكر ببطن مر، قال: ورأيته نباتا يشبه الخطمي عريض الورق، قال شمر: وسمعت غيره من أعراب كنانة يقول: هو الأرين، وقالت أعرابية ببطن مر: هي الأرينة، وهي خطمينا وغسول الرأس، قال أبو منصور: وهذا الذي حكاه شمر: صحيح، والذي روي عن الأصمعي أنه الأرنبة، [من الأرانب] غير صحيح، وشمر متقن، وقد عني بهذا الحرف فسأل عنه غير واحد من الأعراب حتى أحكمه، والرواة ربما صحفوا وغيروا، قال: ولم أسمع الأرنبة في باب النبات من واحد ولا رأيته في نبوت البادية (8)، قال: وهو خطأ عندي، كذا في لسان العرب، وسيأتي في أرن.
رنبوية بإسقاط الألف أو أرنبوية بالألف، آخره هاء مضمومة في حال الرفع، وليس كنفطويه وسيبويه: ة بالري

(1) في القاموس زيد: " ومؤرنبة " وفي اللسان: مرتبة بضم الميم.
(2) قوله وزاد الدميري على اعتبار ما ذكر في بداية الترجمة في الأسطر الأولى: " وهو حيوان يشبه العناق... إلى فتقول هذه العقاب " هي من قوله.
(3) زيادة عن حياة الحيوان.
(4) بهامش المطبوعة المصرية: " قوله واردة كذا بخطه ".
(5) اللسان: أرق.
(6) اللسان: تأكله.
(7) أما أحد القولين فهي أنها واحدة الأرانب حملها السيل حتى تعلقت في الشجر فأكلت، قال: وهو بعيد. والثاني: أن معناه أنها نبت لا يكاد يطول. فأطله المطر حتى صار للإبل مرعى.
(8) عن اللسان، وبالأصل " بيوت العادية ".
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست