كمكرمة وهو أبعد من الاشتقاق الأول لان الثقل لازم المئونة في الأغلب وقال الفراء: هو من الأين وهو الاغياء وهو أبعد من الاشتقاق الثاني واصله مأينة نقلت الضمة إلى ما قبلها وقلبت الياء واوا على ما هو أصل الأخفش قوله (فان اعتد بجنقونا) حكى الفراء (جنقناهم) وزعم أن المنجنيق مولدة: أي أعجمية وهم إذا اشتقوا من الأعجمي خلطوا فيه لأنه ليس من كلامهم فقولهم (جنقونا) وقول الأعرابي (كانت بيننا حروب عون تفقأ فيها العيون مرة نجنق وأخرى نرشق) (1) من معنى منجنيق لا من لفظه كدمث ودمثر (2) وثرة وثرثار وانما تجنبوا من كونه من تركيب جنق لان زيادة حرفين في أول اسم غير جار على الفعل كمنطلق قليل نادر عندهم وذلك كانقحل وكون منجنيق منفعيلا لشبهة جنقونا مذهب المتقدمين قوله (والا) أي: وان لم يعتد بحنقونا كما ذكرنا فان اعتد بمجانيق فهو فنعليل لان سقوط النون في الجمع دليل زيادته فإذا ثبت زيادة النون فالميم أصل لئلا يلزم زيادة حرفين في أول اسم غير جار على الفعل قوله (والا) أي: وان لم يعتد بمجانيق فيه نظر وذلك لأنه جمع منجنيق عند عامة العرب فكيف لا يعتد به؟ وفى الجمع لا يحذف من حروف
(٣٥٠)