شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٩
للحركة المقدرة في الوقف والحركة العارضة للمساكنين لا تكون الا في الوصل فإذا لم تقدر في الوقف فكيف ينبه عليها؟
قال: (وابدال الألف في المنصوب المنون وفى اذن وفى نحو اضربن بخلاف المرفوع والمجرور في الواو والياء على الأفصح) أقول: المنصوب المنون تقلب نونه ألفا لأنه لا يستثقل الألف بل تخف به الكلمة بخلاف الواو والياء لو قلبت النون إليهما في الرفع والجر والخفة مطلوبة في الوقف كما تقدم وقد ذكرنا ان ربيعة يحذفون التنوين في النصب مع الفتحة فيقفون على المنصوب كما يقفون على المرفوع والمجرور قال شاعرهم:
* وآخذ من كل حي عصم * وذلك لان حذفها مع حذف الفتحة قبلها أخف من بقائها مقلوبة ألفا معها واما (اذن) فالأكثر قلب نونها ألفا في الوقف لأنها تنوين في الأصل كما ذكرنا في بابه (1) ومنع المازني ذلك وقال: لا يوقف عليه الا بالنون لكونه كلن

(1) قال المؤلف في شرح الكافية (ح‍ 2 ص 219): (الذي يلوح لي في اذن ويغلب في ظني ان أصله إذ حذفت الجملة المضاف إليها وعوض منها التنوين لما قصد جعله صالحا لجميع الأزمنة الثلاثة بعد ما كان مختصا بالماضي وذلك انهم أرادوا الإشارة إلى زمان فعل مذكور فقصدوا إلى لفظ إذ الذي هو بمعنى مطلق الوقت لخفة لفظه وجردوه عن معنى الماضي وجعلوه صالحا للأزمنة الثلاثة وحذفوا منه الجملة المضاف هو إليها لانهم لما قصدوا ان يشيروا به إلى زمان الفعل المذكور دل ذلك الفعل السابق على الجملة المضاف إليها كما يقول لك شخص مثلا: انا أزورك فتقول: اذن أكرمك: أي إذ تزورني أكرمك: أي وقت زيارتك لي أكرمك: وعوض التنوين من المضاف إليه لأنه وضع في الأصل لازم الإضافة فهو ككل وبعض الا انهما معربان وإذ مبنى فاذن على ما تقرر صالح للماضي. كقوله:
(اذن لقام بنصري......) وللمستقبل نحو جئتني اذن أكرمك وللحال نحو اذن أظنك كاذبا واذن ههنا هي إذ في نحو قولك حينئذ ويومئذ. الا انه كسر ذلك في نحو حينئذ ليكون في صورة ما أضيف إليه الظرف المقدم وإذا لم يكن قبله ظرف في صورة المضاف فكسره نادر كقوله:
نهيتك عن طلا بك أم عمرو * بعاقبة وأنت إذ صحيح والوجه فتحه ليكون في صورة ظرف منصوب لان معناه الظرف) اه‍
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»
الفهرست