شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٥
واصل ابن بنو - بفتح الفاء والعين (1) - لان جمعه أبناء والافعال قياس
(1) قال في اللسان: (والابن: الولد ولامه في الأصل منقلبة عن واو عند بعضهم وقال (يريد ابن سيده) في معتل الياء: الابن الولد فعل (بفتح أوله وثانيه) محذوفة اللام مجتلب لها الف الوصل. قال: وانما قضى انه من الياء لان بنى يبنى أكثر في كلامهم من يبنو والجمع أبناء قال ابن سيده: والأنثي ابنة وبنت الأخيرة على بناء مذكرها ولام بنت واو والتاء بدل منها قال أبو حنيفة: أصله بنوة (بكسر أوله وسكون ثانيه) ووزنها فعل فألحقتها التاء المبدلة من لامها بوزن حلس فقالوا: بنت وليست التاء فيها بعلامة تأنيث كما ظن من لا خبرة له بهذا اللسان. وذلك لسكون ما قبلها. هذا مذهب سيبويه وهو الصحيح وقد نص عليه في باب مالا ينصرف فقال: لو سميت بها رجلا لصرفتها معرفته ولو كانت للتأنيث لما انصرف الاسم على أن سيبويه قد تسمح في بعض ألفاظه في الكتاب فقال في بنت: هي علامة تأنيث وانما ذلك تجوز منه في اللفظ لأنه أرسله غفلا وقد قيده وعلله في باب مالا ينصرف والاخذ بقوله المعلل أقوى من القول بقوله المغفل المرسل ووجه تجوزه انه لما كانت التاء لا تبدل من الواو فيها الا مع المؤنث صارت كأنها علامة تأنيث قال: واعنى بالصيغة فيها بناءها على فعل (بكسر أوله وسكون ثانيه) واصله فعل (بفتح الأول والثاني) بدلالة تكسيرهم إياها على أفعال وابدال الواو فيها لازم لأنه عمل اختص به المؤلف ويدل أيضا على ذلك اقامتهم إياه مقام العلامة الصريحة وتعاقبهما فيها على الكلمة الواحدة وذلك نحو ابنة وبنت فالصيغة في بنت قائمة مقام الهاء في ابنة فكما ان الهاء علامة تأنيث فكذلك صيغة بنت علامة تأنيثها وليست بنت من ابنة كصعب من صعبة انما نظير صعبة من صعب ابنة من ابن ولا دلالة في البنوة على أن الذاهب من بنت واو لكن ابدال التاء من حرف العلة يدل على أنه من الواو لان ابدال التاء من الواو أكثر من ابدالها من الياء... قال الزجاج: ابن كان في الأصل بنو أو بنو (بكسر فسكون في الأول وبفتحتين في الثاني) والألف الف وصل في الابن يقال: ابن بين البنوة قال:
ويحتمل ان يكون أصله بنيا قال: والذين قالوا (بنون) كأنهم جمعوا بنيا بنون وأبناء جمع فعل أو فعل (بكسر فسكون في الأول وبفتحتين في الثاني) قال:
وبنت تدل على أنه يستقيم ان يكون فعلا (بكسر فسكون) ويجوز ان يكون فعلا (بفتحتين) نقلت إلى فعل (بكسر فسكون) كما نقلت أخت من فعل (بفتحتين) إلى فعل (بضم فسكون) فاما بنات فليس بجمع بنت على لفظها انما ردت إلى أصلها فجمعت بنات على أن أصل بنت فعلة (بفتح الأول والثاني) مما حذفت لامه. قال: والأخفش يختار ان يكون المحذوف من ابن الواو قال: لأنه أكثر ما يحذف لثقله والياء تحذف أيضا لأنها تثقل قال: والدليل على ذلك أن يدا قد اجمعوا على أن المحذوف منه الياء ولهم دليل قاطع مع الاجماع يقال: يديت إليه يدا ودم محذوف منه الياء والبنوة ليس بشاهد قاطع للواو لانهم يقولون: الفتوة والتثنية فتيان فابن يجوز ان يكون المحذوف منه الواو أو الياء وهما عندنا متساويان قال الجواهري: والابن أصله بنو والذاهب منه واو كما ذهب من أب وأخ لأنك تقول في مؤنثه: بنت وأخت ولم نر هذه الهاء تلحق مؤنثا الا ومذكره محذوف الواو يدلك على ذلك أخوات وهنوات فيمن رد وتقديره من الفعل فعل - بالتحريك لان جمعه أبناء مثل جمل واجمال ولا يجوز ان يكون فعلا (بكسر فسكون) أو فعلا (بضم فسكون) اللذين جمعهما أيضا أفعال مثل جذع وقفل لأنك تقول في جمعه: بنون - بفتح الباء ولا يجوز أيضا ان يكون فعلا - ساكنة العين لان الباب في جمعه انما هو افعل مثل كلب واكلب أو فعول مثل فلس وفلوس) اه