شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٢ - الصفحة ٣٤١
قوله (انقحل) هو الشيخ القحل: أي اليابس وهو انفعل ولولا الاشتقاق لكان كجرد دحل لان النون فيه ليس من الغوالب والهمزة في أول الرباعي أصل كالصطبل قوله (وافعوان افعلان) (1) انما ذلك لمجئ فعوة السم وارض مفعاة ولولا
(1) الذي ذكره المؤلف من مجئ (فعوة) بتقديم العين على الواو غير صحيح والذي جاء هو (فوعة) بتقديم الواو وأفعى مما حدث فيه قلب مكاني. وكذا الأفعوان واصل أفعى افوع واصل أفعوان أفوعان قال أبو العلاء: زعم سيبويه ان أكثر ما يستعمل أفعى اسما فيجب على هذا أن تنون أفعى والناس يقولونه يغير تنوين وكلا الوجهين حسن ويدل على أنه عندهم كالاسم لا الوصف قولهم في الجمع: الأفاعي ولو كان الوصف غالبا عليه لقالوا: فعو في الجمع كما قالوا:
اقنى وقنو وإنما هو مقلوب كأنه افوع من فوعة السم وهو حدته وسورته فقلب كما قالوا: عاث وعثا وتفعى الرجل إذا تنكر للقوم كأنه صار كالأفعى قال:
رأته على فوت الشباب وإنه * تفعى لها إخوانها ونصيرها) اه وقال في اللسان: (وفوعة السم: حدته وحرارته. قال ابن سيده: وقد قيل:
الأفعوان منه فوزنه على هذا أفلعان) اه والذي غر ابن الحاجب والرضي أن سيبويه قال: إن وزن أفعى أفعل وان وزن افعوان افعلان (انظر الكتاب ح 2 ص 317، 345) وقد ذكر مثل ذلك الجوهري في الصحاح