شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٠
وكذلك معزى فيه غالبان لان الألف مع ثلاثة أصول والميم كذلك ولو حكمنا بعدم النظير لم نحكم بزيادة واحد منهما لكونه بوزن درهم لكنه ثبت معز بمعناه فثبت زيادة الألف دون الميم وكذا سنبتة - وهي حين من الدهر - يقال: مضى سنب من الدهر وسنبة وسنبتة ولا منع من الحكم بزيادة نون سنبتة لان السبت أيضا هو الحين من الدهر قوله (بلهنية) لولا الاشتقاق وغلبة الزيادة لم نحكم بزيادة الياء ولولا الاشتقاق لم نحكم بزيادة النون ولكان ملحقا بخبعثن (1) بزيادة إليا فقط لكنه مشتق من قولهم: عيش ابله: أي غاقل عن الرزايا كالرجل الأبله فإنه غافل عن المصائب ولا يبالي بها فيصفو عيشه وبلهنية العيش: خفضه قوله (العرضنة) العرضنة والعرضنى: مشية في اعتراض: أي اخذ على عرض الطريق من النشاط ولولا الاشتقاق لكان كقمطر من غير زيادة قوله (وأول افعل) لان تصريفه على أولي وأول دليل على أنه افعل التفضيل وليس بفوعل كما قال الكوفيون والصحيح انه افعل من تركيب (وول) وان لم يستعمل في غير هذا اللفظ لامن (أول) ولا من (وأل) لئلا يلزم قلب الهمزة شاذا كما ذكرنا في افعل التفضيل (2)

(1) الخبعثن: الرجل الضخم الشديد والأسد والناعم البدن ومثله الخبعثنة (2) الذي ذكره المؤلف في افعل التفضيل هو قوله في شرح الكافية (ج 2 ص 202): (إما أول فمذهب البصريين انه افعل ثم اختلفوا على ثلاثة أقوال: جمهور هم على أنه من تركيب وول - كددن - ولم يستعمل هذا التركيب الا في أول ومتصرفاته وقال بعضهم أصله (اوال) من وال: أي نجا لان النجاة في السبق وقيل: أصله (ااول) من آل: أي رجع لان كل شئ يرجع إلى أوله فهو افعل بمعنى المفعول كاشهر واحمد فقلبت في الوجهين الهمزة واوا قلبا شاذا وقال الكوفيون: هو فوعل من (وال) فقلبت الهمزة إلى موضع الفاء وقال بعضهم: فوعل من تركيب (وول) فقلبت الواو الأولى همزة.
وتصريفه كتصريف افعل التفضيل واستعماله بمن مبطلان لكونه فوعلا واما قولهم: أوله واولتان فمن كلام العوام وليس بصحيح وانما لزم قلب واو (أولي) همزة على مذهب جمهور البصريين كما لزم في نحو أواصل على ما يجئ في التصريف وعند من قال هو من (وال) أصل أولي وؤلى قلبت الواو همزة كما في اجوه ثم قلبت الهمزة الثانية الساكنة واوا كما في أو من ولهذا رجع إلى أصل الهمزة في قراءة قالون (عاد لؤلى) لأنه حذفت الأولى وحركت لام التعريف بحركتها فزال اجتماع الهمزتين فأول كأسبق معنى وتصريفا واستعمالا تقول في تصريفه: الأول الأولان الأولون الأوائل الأولى الأوليان الأوليات الأول. وتقول في الاستعمال: زيد أول من غيره وهو أولهم وهو الأول ولما لم يكن لفظ أول مشتقا من شئ مستعمل على القول الصحيح لا مما استعمل منه فعل كأحسن ولا مما استعمل منه اسم كأحنك - خفى فيه معنى الوصفية إذ هي انما تظهر باعتبار المشتق منه واتصاف ذلك المشتق به كأعلم: أي ذو علم أكثر من علم غيره واحنك: أي ذو حنك أشد من حنك غيره وانما تظهر وصفية أول بسبب تأويله بالمشتق وهو أسبق فصار مثل مررت برجل أسد: أي جرئ فلا جرم لم تعتبر وصفيته الا مع ذكر الموصوف قبله ظاهرا نحو يوما أول أو ذكر من التفضيلية بعده ظاهرة إذ هي دليل على أن افعل ليس اسما صريحا كأفكل وايدع فان خلا منهما معا ولم يكن مع اللام والإضافة دخل فيه التنوين مع الجر لخفاء وصفيته كما مر وذلك كقول علي رضي الله عنه: احمده أولا بادئا ويقال: ما تركت له أولا ولا آخرا) اه‍
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»
الفهرست