هذا، وقال سيبويه 1 في قول الشاعر:
658 - وما أنا للشئ الذي ليس نافعي * ويغضب منه صاحبي بقؤول 2 يجوز رفع يغضب ونصبه، أما الرفع فلعطفه على الصلة، أعني قوله:
ليس نافعي، وقال أبو علي، في كتاب الشعر 3، بل هو عطف على (نافعي)، وليس بشئ، لأنه يكون المعنى، إذن، ما أنا بقؤول للشئ الذي ليس يغضب منه صاحبي ، أي: لا أقول شيئا لا يغضب منه صاحبي، وهذا ضد المقصود.
وإذا نصبته 4 فهو على الصرف 5، قال المبرد: لا يجوز ذلك، لأن مراد الشاعر:
الذي يغضب منه صاحبي لا أقوله:
قلت: الذي قاله، إنما يلزم لو جعلنا هذا الصرف في سياق قوله: ليس نافعي، لأنه يكون المعنى، إذن، لا أقول قولا، لا يجمع النفع وغضب صاحبي ، وأما إذا جعلناه في سياق النفي الذي هو: ما أنا، فلا يفسد المعني، لأنه يكون المعنى، إذن، لا يكون مني القول الذي لا ينفعني مع غضب صاحبي منه، وذلك إما بانتفائهما معا أو بانتفاء أحدهما لأن المركب ينتفي بانتفاء أحد جزأيه كما ينتفي بانتفاء مجموعهما، فتقدم الواو على ما هو منفي حقيقة، أعني القول، الذي تضمنه قوله: بقؤول، كتقدم الفاء على الفعل المستفهم عنه في قولك: متى فأكرمك تكرمني، كما تقدم في تعليل ذلك.
.