أو يسلمون) 1، معنى الرفع فيه: معنى النصب، أي أن يسلموا: جاز لك ألا تصرف في المواضع المذكورة إلى النصب، اعتمادا على ظهور المعنى ، والأكثر الصرف إليه بعد الأحرف الثلاثة، وإنما صرفوا ما بعد فاء السببية من الرفع إلى النصب، لأنهم قصدوا التنصيص على كونها سببية، والمضارع المرتفع، بلا قرينة مخلصة للحال أو الاستقبال: ظاهر في معنى الحال كما تقدم في باب المضارع 2، فلو أبقوه مرفوعا، لسبق إلى الدهن أن الفاء لعطف جملة حالية الفعل على الجملة التي قبل الفاء ، فصرفه إلى النصب منبه في الظاهر على أنه ليس معطوفا، إذ المضارع المنصوب بأن: مفرد وقبل الفاء المذكورة جملة، ومخلص المضارع للاستقبال اللائق بالجزائية 3، كما ذكرنا في المنصوب بعد (إذن)، فكان فيه شيئان: دفع جانب كون الفاء للعطف، وتقوية كونه للجزاء، فيكون إذن ما بعد الفاء مبتدأ محذوف الخبر وجوبا، كما ذكرنا في (إذن ) سواء.
وإنما اخترنا هذا 4 على قولهم: إن ما بعد الفاء بتقدير مصدر معطوف على مصدر الفعل المتقدم تقديرا، فتقدير زرني فأكرمك: ليكن منك زيارة فإكرام مني، لأن 5 فاء السببية إن عطفت، وهو قليل فهي إنما تعطف الجملة على الجملة، نحو: الذي يطير فيغضب زيد: الذباب.
وكذا نقول في الفعل المنصوب بعد واو الصرف 6، إنهم لما قصدوا فيه معنى الجمعية، نصبوا المضارع بعدها، ليكون الصرف عن سنن الكلام المتقدم مرشدا من أول الأمر إلى أنها ليست للعطف، فهي، إذن، إما واو الحال، وأكثر دخولها على الجملة الاسمية، ،