الثلاثة، وحذفوا منه الجملة المضاف هو إليها، لأنهم لما قصدوا أن يشيروا به إلى زمان الفعل المذكور، دل ذلك الفعل السابق على الجملة المضاف إليها، كما يقول لك شخص، مثلا، أنا أزورك، فتقول: إذن أكرمك، أي: إذ تزورني أكرمك، أي وقت زيارتك لي أكرمك، وعوض التنوين من المضاف إليه لأنه 1 وضع في الأصل لازم الإضافة، فهو ككل وبعض، إلا أنهما معربان و (إذ) مبني.
فإذن، على ما تقرر، صالح للماضي كقوله:
631 - إذن لقام بنصري معشر خشن * عند الحفيظة إن ذو لوثة لأنا 2 وللمستقبل نحو: إن جئتني، إذن أكرمك، وللحال نحو: إذن أظنك كاذبا.
وإذن، ههنا هي (إذ) في نحو قولك: حينئذ ويومئذ، إلا أنه كسر ذاله في نحو:
حينئذ، ليكون في صورة ما أضيف إليه الظرف المقدم، وإذا لم يكن قبله ظرف في صورة المضاف فكسره نادر، كقوله:
نهيتك عن طلابك أم عمرو * بعاقبة وأنت إذ صحيح 3 - والوجه فتحه ليكون في صورة ظرف منصوب، لأن معناه الظرف.
والغالب في المبني على الفتح تضمن معنى الشرط، وهو المعني بقول سيبويه 4:
إذن جزاء، وإنما ضمن معنى الجزاء لكونه كإذما، وحيثما في حذف الجملة المضاف إليها، فإن الظرف الواجب إضافته إلى الجملة يقطع عن الإضافة لتضمنه معنى الشرط، وذلك لأن كلمات الشرط مبهمة، والإضافة توجد في المضاف تخصيصا، لكن لما كانت الجملة المضاف إليها (إذ) ثابتة من حيث المعنى ومبدل منها التنوين في اللفظ، بخلاف: (إذما) .