والمصنف قال 1، وقد أحسن، مع أن على بعض ما ذكره كلاما: إنما تدخل 2 الفاء، إذا لم تؤثر الأداة من حيث المعنى في الجزاء معنى، ويعني بالتأثير تخليصه للاستقبال إن كان مضارعا، وقلبه إليه إن كان ماضيا، فتدخل على المضارع المصدر بالسين وسوف ولن، لتمحضه للاستقبال بدون أداة الشرط، وكذا في الإنشائية لتجردها عن الزمان، وفي الطلبية لتمحضها للاستقبال، وتدخل على الماضي الباقي على معناه، وذلك إذا كان مصدرا بقد، ظاهرة أو مقدرة، لأنه، إذن، يتمحض للماضي، وذلك لأن (قد) لتحقيق مضمون ما دخلت عليه، ماضيا كان أو مضارعا، وما تأكد ورسخ لم ينقلب ولم ينقلع، على أنه قد جاء قوله تعالى: (ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى) 3، وهو بمعنى الاستقبال، قال: وإنما دخلت على المضارع المجرد لكونه في تقدير الاسمية على ما ذكرنا من مذهب سيبويه، وأما المصدر بلا النافية، فقال 4: إن (لا) وإن كانت للاستقبال، قد تجردت للنفي نحو: جئت بلا مال، فتكون الأداة قد أثرت في الفعل المصدر بها تخصيصا بالاستقبال، وإن لم تجرد للنفي أفادت الاستقبال من دون أداة الشرط فتجب الفاء، وكان على قياس ما قال، جواز عدم دخولها في الاسمية نحو: إن جئتني أنت مكرم، لأن الأداة خصصت مضمون الاسمية بالاستقبال، ثم اعلم أن (إن) يكون شرطها في الأغلب مستقبل المعنى، فإن أردت معنى الماضي، جعلت الشرط لفظ (كان)، كقوله تعالى: (إن كنت قلته..) 5 و: (إن كان قميصه..) 6،.
وإنما اختص ذلك بكان، لأن الفائدة التي تستفاد منها في الكلام الذي هي فيه: الزمن ،