وإن ثبت نحو قولك: إن غبت فيموت زيد، لم يكن لمذهب سيبويه وجه، إذ لا يمكن في مثله تقدير مبتدأ، إلا ضمير الشأن، ولا يجوز 1 إلا بعد (أن) المخففة قياسا، وبعد (إن) وأخواتها للضرورة، وإذا كان جواب الشرط مصدرا بهمزة الاستفهام، سواء كانت الجملة فعلية أو اسمية لم تدخل الفاء، لأن الهمزة من بين جميع ما يغير معنى الكلام، يجوز دخولها، كما تقدم، على أداة الشرط، فيقدر تقديم الهمزة على أداة الشرط نحو قولك : إن أكرمتك أتكرمني، كأنك قلت: أئن أكرمتك تكرمني، قال علي رضي الله عنه في نهج البلاغة 2:
وإن فعل الله ذلك لكم أتؤمنون)، وقال الله تعالى: (أرأيت إن كذب وتولى، ألم يعلم بأن الله يرى) 3، ويجوز حمل (هل) وغيرها من أدوات الاستفهام على الهمزة، لأنها أصلها، قال الله تعالى: (قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون) 4، وقال تعالى: (قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم، من إله غير الله يأتيكم به) 5، ويجوز دخول الفاء فيها لعدم عراقتها في الاستفهام، قال الله تعالى: (قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة، فمن ينصرني 6..)، وتقول: إن أكرمتك فهل تكرمني؟
،