فجاز وقوعه طلبية وإنشائية، نحو: إن لقيت زيدا فأكرمه، وإن دخلت الدار فأنت حر، ولبعده عن كلمة الشرط جاز وقوعه اسمية وفعلية، مصدرا بأي حرف كان، فنقول:
إن كان الجزاء مما يصلح أن يقع شرطا، فلا حاجة إلى رابطة بينه وبين الشرط لأن بينهما مناسبة لفظية من حيث صلاحية وقوعه موقعه، وإن لم يصلح له فلابد من رابط بينهما، وأولى الأشياء به 1: الفاء لمناسبته للجزاء معنى، لأن معناه: التعقيب بلا فصل، والجزاء متعقب للشرط كذلك، هذا إلى خفتها لفظا، وأما (إذا) 2 فاستعمالها قبل الاسمية أقل من الفاء لثقل لفظها، وكون معناها من الجزاء أبعد من معنى الفاء، وذلك لتأويله بأن وجود الشرط مفاجئ لوجود الجزاء ومتهجم عليه، فثبت بهذا، أن الجزاء، إن كان جملة طلبية كالأمر والنهي والاستفهام والتمني والعرض والتحضيض والدعاء والنداء، يجب مقارنتها لعلامة الجزاء، وكذا إن كانت إنشائية، كنعم وبئس، وكل ما تضمن معنى إنشاء المدح والذم، وكذا:
عسى، وفعل التعجب، والقسم، وكذا إن كانت جملة اسمية، سواء تصدرت بالحرف 3 نحو قوله تعالى:
(من يضلل الله فلا هادي له) 4، و: (إن تعذبهم فإنهم عبادك) 5، أو لا نحو:
إن جئتني فأنت مكرم، وأما قوله تعالى: (وإن أطعموهم انكم لمشركون) 6، فلتقدير القسم، كما يجئ في بابه، ويجوز أن يكون قوله تعالى: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات، ما كان حجتهم..) 7، مثله، أي بتقدير القسم، ويجوز أن تكون (إذا) لمجرد الوقت، من دون ملاحظة الشرط، ،