ولا نقول في: أمامك 1 بمعنى تقدم، انه منصوب بفعل مقدر، بل النصب فيه صار كفتح فاء جعفر، وكذا لا تقول في: عليك، وإليك، اسمي فعل، إنهما حرفا جر مع مجرورهما متعلقان بمقدر، بل المضاف والمضاف إليه، في الأول صارا ككلمة، وكذا الجار والمجرور في الثاني، فصار اسم المصدر والصوت إذا كانا اسمي فعل: كالفضل، وببة، علمين لذات، وصار المضاف والمضاف إليه، والجار والمجرور في نحو: أمامك وعليك، اسمي فعل، كعبد الله، وتأبط شرا، علمين، فهي منقولة عن أصولها إلى معنى الفعل نقل الأعلام، وليس ما قال بعضهم: ان (صه) مثلا اسم للفظ (اسكت) الذي هو دال على معنى الفعل، فهو علم للفظ الفعل لا لمعناه: بشئ، 2 إذ العربي القح 3، ربما يقول: صه، مع أنه لا يحظر بباله لفظ: اسكت، وربما لم يسمعه أصلا، ولو قلت إنه اسم ل: اصمت أو امتنع أو كف عن الكلام أو غير ذلك مما يؤدي هذا المعنى، لصح، فعلمنا أن المقصود منه المعنى لا اللفظ، وقد صار الفعل اسم فعل، كما في قول عنترة، 440 - كذب العتيق وماء شن بارد * إن كنت سائلتي غبوقا فاذهبي 4 إذ روي بنصب العتيق، وكذا في قول من نظر إلى بعير نضو 5، فقال لصاحبه: كذب عليك البزر والنوى، بنصب البزر،
(٨٧)