وخدودهم معفرة، تسفي عليهم الرياح، زوارهم العقبان، ووفودهم الرخم (1).
[442] - 83 - قال السيد ابن طاوس:
قال الراوي: ثم أدخل ثقل الحسين (عليه السلام) ونساؤه ومن تخلف من أهله على يزيد، وهم مقرنون في الحبال. فلما وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال، قال له علي بن الحسين (عليهما السلام): " أنشدك الله يا يزيد، ما ظنك برسول الله (صلى الله عليه وآله) لو رآنا على هذه الصفة "، فأمر يزيد بالحبال، فقطعت (2).
[443] - 84 - قال الخوارزمي:
" وروي " عن فاطمة بنت الحسين أنها قالت: لما أدخلنا على يزيد، ساءه ما رأى من سوء حالنا، وظهر ذلك في وجهه فقال: لعن الله ابن مرجانة، وابن سمية؛ لو كان بينه وبينكم قرابة ما صنع بكم هذا، وما بعث بكن هكذا؛ قالت: فقام إليه رجل من أهل الشام، أحمر، وقال له: يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية!
يعنيني، قالت: وكنت جارية وضيئة، فارتعدت وفرقت؛ وظننت أن ذلك يجوز لهم، فأخذت بثياب أختي وعمتي زينب، فقالت عمتي: كذبت والله ولؤمت! ما ذلك لك ولا له فغضب يزيد وقال: بل أنت كذبت أن ذلك لي، ولو شئت فعلته، فقالت: كلا والله! ما جعل الله لك ذلك؛ إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا. فقال: إياي تستقبلين بهذا؟ إنما خرج من الدين أبوك وأخوك. قالت زينب: بدين الله ودين أبي وجدي اهتديت إن كنت مسلما. فقال: كذبت يا عدوة الله. قالت زينب: أمير مسلط يشتم ظالما، ويقهر بسلطانه؛ اللهم إليك أشكو دون غيرك. فاستحيا يزيد؛ وندم وسكت مطرقا؛ وعاد الشامي إلى مثل كلامه؛ فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية. فقال له يزيد: اعزب عني لعنك الله، ووهب لك حتفا قاضيا؛ ويلك لا تقل