فقلت: اتق الله، ولا تحدث في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة، فقد تعلم أنه لم يفعل أحد بأحد منهم سوءا إلا كانت نعمته زائلة.
فقال: قد أرسلوا إلي في غير مرة يأمرونني بقتله فلم أجبهم إلى ذلك، وأعلمتهم أني لا أفعل ذلك، ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني (1).
وعن الخطيب البغدادي في " تأريخ بغداد "، وغيره: قال: " بعث موسى ابن جعفر (عليه السلام) من الحبس رسالة إلى هارون يقول له: لن ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك معه يوم من الرخاء، حتى نفضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون " (2).
ما رأى الرشيد من الآيات والمعجزات حين حبسه:
1 - قال أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي في كتاب " مروج الذهب "، في أخبار هارون الرشيد:
إن عبد الله بن مالك الخزاعي كان على دار هارون الرشيد وشرطته، فقال:
أتاني رسول الرشيد وقتا ما جاءني فيه قط، فانتزعني من موضعي ومنعني من تغيير ثيابي، فراعني ذلك، فلما صرت إلى الدار سبقني الخادم فعرف الرشيد خبري، فأذن لي في الدخول عليه، فدخلت فوجدته قاعدا على فراشه، فسلمت