5 - الشيخ المفيد - المتوفى سنة 413 ه -:
قال: كان أبو الحسن موسى (عليه السلام) أعبد أهل زمانه، وأفقههم، وأسخاهم كفا، وأكرمهم نفسا، وكان أوصل الناس لأهله ورحمه، وكان يتفقد فقراء المدينة في الليل فيحمل إليهم فيه العين والورق والأدقة (1) والتمور، فيوصل إليهم ذلك ولا يعلمون من أي جهة هو (2).
6 - الخطيب البغدادي - المتوفى سنة 463 ه -:
قال: موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن الهاشمي، أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدثني جدي، قال: كان موسى بن جعفر يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده.
روى أصحابنا أنه دخل مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسجد سجدة في أول الليل، وسمع وهو يقول في سجوده: " عظيم الذنب عندي، فليحسن العفو عندك، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة "، فجعل يرددها حتى أصبح.
وكان سخيا كريما، وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار، وكان يصر الصرر ثلاثمائة دينار، وأربعمائة دينار، ومائتي دينار، ثم يقسمها بالمدينة، وكان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغنى (3).