فقال (عليه السلام): عبد من عبيد الله، وأخ في كتاب الله، وجار في بلاد الله، يجمعنا وإياه خير الآباء آدم (عليه السلام)، وأفضل الأديان الإسلام، ولعل الدهر يرد من حاجاتنا إليه، فيرانا بعد الزهو عليه متواضعين بين يديه، ثم قال (عليه السلام):
نواصل من لا يستحق وصالنا * مخافة أن نبقى بغير صديق (١) وفي هذا الخبر موعظة جليلة وحكمة بالغة تدل على سماحة الإمام (عليه السلام) ورحمته وتذلله للمؤمنين، وهو مصداق قوله تعالى: ﴿أذلة على المؤمنين﴾ (2).
سابعا - الإرشاد والتوجيه:
لقد كان الإمام (عليه السلام) يحرص على إرشاد الناس إلى الحق وهدايتهم إلى الصواب وفعل الخير، ويدلهم على التقوى والعمل الصالح ويحذرهم لقاء الله واليوم الآخر، فقد سمع رجلا يتمنى الموت، فانبرى (عليه السلام) له قائلا: هل بينك وبين الله قرابة يحابيك لها؟ قال: لا. قال (عليه السلام): فأنت إذن تتمنى هلاك الأبد (3).
وكان (عليه السلام) يدعو الناس إلى الإصلاح بمكارم أخلاقه وحسن سيرته وتواضعه وإحسانه، وببركة إرشاده ووعظه استطاع أن ينقذ جماعة ممن أغرتهم الدنيا وجرفتهم متاهاتها، فتركوا ما هم فيه من الغي والضلال وصاروا من عيون المؤمنين، وسنذكر بعض نصائحه الرفيعة وإرشاداته القيمة الحافلة بالتوجيه والنصح في باب حكمه ومواعظه (عليه السلام)، وفيما يلي نذكر بعض النوادر التي ذكرها المؤرخون في هذا المجال: