(كرم الله وجهه) وهو يقول له: يا محمد (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) (1) فأطلقه على أن لا يخرج عليه ولا على أحد من بنيه، وأعطاه ثلاثة آلاف، ورده إلى المدينة.
ثم حبسه هارون الرشيد في دولته ومات في حبسه، وقيل: إن هارون قال:
رأيت حسينا في النوم قد أتى بالحربة وقال: إن خليت عن موسى هذه الليلة، وإلا نحرتك بها؛ فخلاه وأعطاه ثلاثين ألف درهم.
وقال موسى: رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) وقال لي: يا موسى، حبست ظلما، فقل هذه الكلمات، لا تبيت هذه الليلة في الحبس: يا سامع كل صوت، يا سابق الفوت، يا كاسي العظام لحما، ومنشرها بعد الموت، أسألك بأسمائك الحسنى، وباسمك الأعظم الأكبر المخزون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين، يا حليما ذا أناة، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا، فرج عني ".
وأخباره كثيرة شهيرة (رضي الله عنه) (2).
25 - محمد بن علي الصبان المالكي - المتوفى سنة 1206 ه -:
قال: وأما موسى الكاظم فكان معروفا عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله، وكان من أعبد أهل زمانه، ومن أكابر العلماء الأسخياء،... ولقب بالكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه (3).