الكوفة لاعتقادهم أن الحج يدور مداره، وقد أرادوا أن يكون الحج إلى مسجد الكوفة وبقي فيه مدة تقرب من عشرين عاما ثم أرجع إلى مكانه.
3 - ومن الملاحم التي أخبر عنها (عليه السلام) غزو نافع بن الأزرق يثرب، وإباحتها لجنوده ثلاثة أيام وهذه أيضا استعرضناها ضمن لمع من أخباره (عليه السلام) من الفصل الثالث.
4 - وأخبر (عليه السلام) عن شهادة أخيه زيد الشهيد العظيم فقد روى زيد بن حازم قال: كنت مع أبي جعفر (عليه السلام) فمر بنا زيد بن علي فقال لي أبو جعفر: أما رأيت هذا؟ ليخرجن بالكوفة، وليقتلن، وليطافن برأسه. ولم تمض الأيام حتى قتل زيد بالكوفة وطيف برأسه في الأقطار والأمصار.
5 - إخباره (عليه السلام) عن هدم دار هشام بن عبد الملك في يثرب وهي من أضخم الدور فيها يومذاك.
6 - وإخباره (عليه السلام) في مناسبة أخرى عن دولة بني العباس عندما سئل عن آل جعفر أن لهم راية، وآل العباس رايتين.
هذه بعض البوادر من الملاحم التي أخبر عنها الإمام (عليه السلام) وهي تلقي الأضواء على مدى سعة علوم الإمام (عليه السلام) وإحاطته بمثل هذه الأمور التي منحها الله تعالى للأنبياء وأوصيائهم، ومن الطبيعي أن الإقرار للأئمة (عليهم السلام) بهذه الظاهرة يحتاج إلى إيمان راسخ ويقين ثابت، وقد أشار الإمام أبو جعفر (عليه السلام) إلى ذلك بقوله: " إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للأيمان " (1).
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن حقول المعرفة التي أثرت عنه (عليه السلام)، ولكن هذا لا يعني أن العلوم والمعارف التي لم نذكرها كالنحو والبلاغة والأخلاق والاجتماع والسياسة والاقتصاد والفلك والطبيعيات وغيرها وغيرها لم يكن