فقال: إني سألت الله فأعطاني ما رأيتم وأكره أن أكون عبدا ملحا (1).
5787 - الإمام الصادق (عليه السلام): مد الفرات عندكم على عهد علي (عليه السلام) فأقبل إليه الناس فقالوا: يا أمير المؤمنين نحن نخاف الغرق؛ لأن في الفرات قد جاء من الماء ما لم ير مثله، وقد امتلأت جنبتاه، فالله الله.
فركب أمير المؤمنين (عليه السلام) والناس معه وحوله يمينا وشمالا، فمر بمسجد ثقيف فغمزه بعض شبانهم، فالتفت إليهم مغضبا فقال: صغار (2) الخدود، لئام الجدود، بقية ثمود، من يشتري مني هؤلاء الأعبد؟
فقام إليه مشايخهم فقالوا له: يا أمير المؤمنين، إن هؤلاء شبان لا يعقلون ما هم فيه، فلا تؤاخذنا بهم، فوالله، إننا كنا لهذا كارهين، وما منا أحد يرضى هذا الكلام لك، فاعف عنا عفا الله عنك.
قال: فكأنه (عليه السلام) استحى؛ فقال: لست أعفو عنكم إلا على أن لا أرجع حتى تهدموا مجلسكم، وكل كوة وميزاب وبالوعة إلى طريق المسلمين، فإن هذا أذى للمسلمين.
فقالوا: نحن نفعل ذلك، فمضى وتركهم، فكسروا مجلسهم وجميع ما أمر به.
حتى انتهى إلى الفرات وهو يزخر بأمواجه، فوقف والناس ينظرون، فتكلم بالعبرانية كلاما، فضربه بقضيب كان معه وزجره، ونزل الفرات ذراعا... (3).