موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ١١ - الصفحة ٢٩٣
فقال بسر: الله أكبر! أنتما ممن أتقرب بكما وبسفك دمائكما إلى الله تعالى.
قال: ثم أمر بهما فذبحا ذبحا....
ثم سار بسر إلى نجران (1) وبها يومئذ رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) يقال له عبد المدان، فسماه النبي (صلى الله عليه وآله) عبد الله، وكان من شيعة علي (رضي الله عنه)، فقتله بسر بن أبي أرطاة وقتل ابنا له يسمى مالكا....
ثم سار بسر بن أبي أرطاة إلى بلاد همدان وبها قوم من أرحب من شيعة علي بن أبي طالب، فقتلهم عن آخرهم.
ثم سار إلى جيشان (2) وبها يومئذ خلق من شيعة علي (رضي الله عنه)، فقتلهم عن آخرهم.
ثم سار يريد صنعاء (3) وبها يومئذ عبيد الله بن عباس من قبل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، فلما بلغه خبر بسر دعا برجل يقال له عمرو بن أراكة، فاستخلفه على صنعاء وخرج عنها هاربا. وأقبل عدو الله حتى دخل صنعاء، فأخذ عمرو بن أراكة فضرب عنقه صبرا، وجعل يتلقط من كان بصنعاء من شيعة علي فيقتلهم حتى لم يبق منهم أحد.
وخرج من صنعاء يريد حضرموت (4)، فلما دخلها جعل يسأل عن كل من

(١) نجران: ثالث المدن الكبرى بعد صنعاء وعدن، بها نخيل وتشتمل على أحياء من اليمن وهي عن صنعاء عشر مراحل، أقر أهلها الإسلام وطلبوا المباهلة، لكن امتنعوا عنها بعد حين، ودفعوا الجزية (راجع تقويم البلدان: ٩٢).
(٢) جيشان: مخلاف باليمن كان ينزلها جيشان بن غيدان، فسميت به (معجم البلدان: ٢ / ٢٠٠).
(٣) عاصمة اليمن، وتقع جنوب الحجاز، وشمال مدينة عدن. وكانت من أهم مدن اليمن والحجاز آنذاك.
(٤) حضرموت: ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر، يتلوها أرض رملية تعرف بالأحقاف، فيها قبر هود (عليه السلام)، وبئر برهوت بالقرب منها. وهي من مخاليف اليمن الشرقية، بل هي أكبرها. واسمها في التوراة " حاضر ميت " (معجم البلدان: ٢ / 270).
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»
الفهرست