اللهم احفظ حسنا وحسينا ولا تمكن فجرة قريش منهما ما دمت حيا، فإذا توفيتني فأنت الرقيب عليهم، وأنت على كل شيء شهيد (1).
6102 - شرح نهج البلاغة: قال له قائل: يا أمير المؤمنين، أرأيت لو كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ترك ولدا ذكرا قد بلغ الحلم، وآنس منه الرشد؛ أكانت العرب تسلم إليه أمرها؟
قال: لا، بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلت. إن العرب كرهت أمر محمد (صلى الله عليه وآله)، وحسدته على ما آتاه الله من فضله، واستطالت أيامه حتى قدفت زوجته، ونفرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها، وجسيم مننه عندها، وأجمعت - مذ كان حيا - على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته، ولولا أن قريشا جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة، وسلما إلى العز والإمرة، لما عبدت الله بعد موته يوما واحدا، ولارتدت في حافرتها (2)، وعاد قارحها جذعا، وبازلها بكرا (3)، ثم فتح الله عليها الفتوح، فأثرت بعد الفاقة، وتمولت بعد الجهد والمخمصة؛ فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجا (4)، وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطربا، وقالت: لولا أنه حق لما كان كذا.
ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها، وحسن تدبير الأمراء القائمين بها،