القتال، والاستجابة لنداء عدوه الذي قضى فيه على ما أحرزوه من الفتح والنصر، يقول (ع):
" الحمد لله وإن أتى الدهر بالخطب الفادح، والحدث الجليل، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. اما بعد. فان مخالفة الناصح الشفيق المجرب تورث الحسرة، وتعقب الندم، وقد كنت أمرتكم في هذين الرجلين، وهذه الحكومة بأمري، ونخلت لكم رأيي لو يطاع لقصير رأي. ولكنكم أبيتم الا ما أردتم: فكنت وأياكم كما قال أخو هوازن.
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى * فلم يستبينوا الرشد الا ضحى الغد الا ان الرجلين اللذين اخترتموهما حكمين قد نبذا حكم الكتاب وراء ظهورهما وارتأيا الرأي من قبل أنفسهما فأماتا ما أحيا القران وأحييا ما أمات القران.
ثم اختانا في حكمهما فكلاهما لا يرشد ولا يسدد فبرئ الله منها ورسوله وصالح المؤمنين فاستعدوا للجهاد، وتأهبوا للمسير، واصبحوا في معسكركم يوم الاثنين إن شاء الله.. " (1) وتهيات قواته المسلحة إلى السفر في الموعد الذي ضربه لها، وكتب إلى أهل البصرة يدعوهم إلى نصرته فالتحقت به كتائب من الجيش.
تمرد المارقين:
وسافر الامام بأصحابه يريد الشام، ولكنه لم يلبث حتى وافاته الانباء بتمرد الخوارج وفسادهم، وانهم عادوا إلى فكرتهم، ويقول المؤرخون ان جماعة منهم خرجوا من الكوفة والتحق بهم اخوانهم من أهل البصرة، وساروا جميعا إلى النهروان فأقاموا فيه وأخذوا يعيثون في الأرض فسادا،