كلاب الحواب وإياك أن تكوني أنت يا حميراء (1).
- تقدمي رحمك الله ودع هذا القول.
فلم تبرح من مكانها، وطافت بها الهموم والآلام، وأيقنت بضلالة قصدها، وذعرت القيادة العسكرية من توقف عائشة التي اتخذوها قبلة لهم يغرون بها السذج والبسطاء فخفوا إليها في دهشة قائلين:
" يا أمه ".
فقطعت عليهم الكلاب وراحت تقول بنبرات ملؤها الأسى والحزن.
" أنا والله صاحبة كلاب الحواب.. ردوني، ردوني ".
وأسرع إليها ابن أختها عبد الله بن الزبير كأنه ذئب فانهارت امامه، واستجابت لعواطفها، ولولاه لارتدت على عقبيها إلى مكة فجاء لها بشهود اشترى ضمائرهم فشهدوا عندها أنه ليس بماء الحواب وهي أول شهادة زور تقام في الاسلام (2) فأقلعت عن فكرتها واخذت تقود الجيوش لحرب وصي رسول الله (ص) وباب مدينة علمه.
في ربوع البصرة:
ودهمت جيوش عائشة أهل البصرة فملئت قلوبهم ذعرا وفزعا،