الذي خرج لحرب الإمام الحسين (ع) حينما مناهم ابن مرجانة بزيادة مرتباتهم التي يتقاضونها من الدولة.
وعلى أي حال فان سوء الحالة الاقتصادية في الكوفة كانت من الأسباب الفعالة في اخفاق ثورة مسلم وتحول الجماهير عنه حينما أغدق ابن زياد الأموال على الوجوه والعرفاء وغيرهم فاندفعوا إلى القيام بمناهضة مسلم وصرف الناس عنه.
عناصر السكان:
كانت الكوفة أميمة قد امتزجت فيها عناصر مختلفة في لغاتها، ومتباينة في طباعها وعاداتهم وتقاليدها فكان فيها العربي والفارسي والنبطي إلى جانب العبيد وغيرهم، ولم تعد مدينة عربية خالصة كمكة والمدينة وانما كانت مدينة أهلها أخلاط من الناس - كما يقول اليعقوبي - وقد هاجرت إليها هذه العناصر باعتبارها المركز الرئيسي للمعسكر الاسلامي فمنها تتدفق الجيوش الاسلامية للجهاد كما تتدفق بها المغانم الكثيرة التي وعد الله بها المجاهدين، وقد بلغ نصيب الجندي المقاتل من فئ المدائن اثني عشر ألفا (1) مما دعا ذلك إلى الهجرة إليها باعتبارها السبيل إلى الثروة ونلمع إلى بعض تلك العناصر.