على تغيير حكامهم دوما (1) ويذهب فان فلوتن إلى أن العرب المستقرين بالكوفة كانوا قد تعودوا على حياة الصحراء بما فيها من ضغن وشحناء وحب الانتقام، والتخريب والاخذ بالثار فلذا تعودوا على التمرد، وعدم الطاعة للنظام (2).
الانهزامية:
والظاهرة الغريبة التي عرف بها المجتمع الكوفي هي الانهزامية، وعدم الصمود أمام الاحداث فإذا جد الجد ولوا منهزمين على أعقابهم فقد أجمعوا في حماس على مبايعة مسلم ونصرته، ولما أعلن الثورة على ابن مرجانة انفضوا من حوله حتى لم يبق معه انسان يدله على الطريق وقد وقفوا مثل هذا الموقف من زيد بن علي، فقد تركوه وحده يصارع جيوش الأمويين، وراح يقول: " فعلوها حسينية " وبايعوا عبد الله بن معاوية فقالوا له: " ادع إلى نفسك فبنو هاشم أولى بالامر من بني مروان " (3) وأخرجوه حيث كان مقيما، وأدخلوه القصر فبايعوه، ولما زحف لقتاله والي الأمويين عبد الله بن عمر فروا منهزمين ونظر عبد الله بن معاوية فإذا الأرض بيضاء من أصحابه فقد غدر به قائد قواته لأنه كان على اتفاق مع والي الأمويين فانهزم وانهزم معه الجيش (4) وكان عيسى بن زيد يقول فيهم " لا اعرف موضع ثقة يفي ببيعته، ويثبت عند اللقاء " (5)