من قاتليه - كما يزعم بعض الباحثين - استجابة لقضية أهله وأقاربه، لو كان هذا هدفه لأدرك ان جماعته التي خرجت معه للثار وهي لا تزيد على التسعين رجالا ونساءا وأطفالا لن تصل إلى شئ من ذلك من دون ان يقضى على افرادها جميعا، وبغير ان يضحي هو بنفسه ضحية رخيصة في ميدان الثار. ومن ثم يكون من واجبه للثار ان يرجع ليعيد تجميع صفوف أنصاره وأقربائه، ويتقدم في الجمع العظيم من الغاصبين والموتورين.
فالقضية إذا ليست في الجمع ثار والهدف ليس هدفا شخصيا، وانما الامر أمر الأمة، والقضية كانت للحق، والاقدام اقدام الفدائي الذي أراد أن يضرب المثل بنفسه في البذل والتضحية، ولم يكن اصرار الحسين على التقدم نحو الكوفة بعد ما علم من تخاذل أهلها ونكوصهم عن الجهاد إلا ليجعل من استشهاده علما تلتف حوله القلة التي كانت لا تزال تؤمن بالمثل وتلتمس في القادة من ينير لها طريق الجد في الكفاح.. وتحريكا لضمائر المتخاذلين القاعدين عن صيانة حقوقهم ورعاية صوالحهم ".
والم هذا القول بالواقع المشرق الذي ناضل من أجله الإمام الحسين فهو لم يستهدف أي مصلحة ذاتية، وانما استهدف مصلحة الأمة وصيانتها من الأمويين.
تخطيط الثورة:
ودرس الإمام الحسين (ع) أبعاد الثورة بعمق وشمول، وخطط أساليبها بوعي وايمان، فرأى أن يزج بجميع ثقله في المعركة، ويضحي بكل شئ لانقاذ الأمة من محنتها في ظل ذلك الحكم الأسود الذي تنكر لجميع متطلبات الأمة.. وقد أدرك المستشرق الألماني ماريين تخطيط الامام