خديعة معاوية للزبير:
وأيقن معاوية بأهداف الزبير وطلحة، فقام بدوره في خديعتهما واغرائهما ليتخذهما سلما يعبر عليهما لتحقيق أهدافه ومآربه، فقد كتب إلى الزبير رسالة جاء فيها: " لعبد الله الزبير أمير المؤمنين من معاوية بن أبي سفيان سلام عليك، أما بعد: فاني قد بايعت لك أهل الشام فأجابوا واستوسقوا كما يستوسق الجلب، فدونك الكوفة والبصرة لا يسبقك إليها ابن أبي طالب فإنه لا شئ بعد هذين المصرين، وقد بايعت لطلحة بن عبيد الله من بعدك، فأظهروا الطلب بدم عثمان، وادعوا الناس إلى ذلك، وليكن منكما الجد والتشمير أظفركما الله وخذل مناوئكما... ".
ولما وصلت هذه الرسالة إلى الزبير لم يملك اهابه من الفرح والسرور وخف إلى طلحة فأخبره بذلك فلم يشكا في صدق نيته واخلاصه لهما، وتحفزا إلى اعلان الثورة على الامام، واتخذا دم عثمان شعارا لهما (1).
مؤتمر مكة:
وخف المتأمرون إلى مكة فاتخذوها وكرا لدسائسهم التخريبية الهادفة لتقويض حكم الامام وقد وجدوا في هذا البلد الحرام تجاوبا فكريا مع الكثيرين من أبناء القبائل القرشية التي كانت تكن في أعماق نفسها الكراهية والحقد على الامام لأنه قد وتر الكثيرين منهم في سبيل الاسلام.
وعلى أي حال فقد تداول زعماء الفتنة الآراء في الشعار الذي يتبنونه والبلد التي يغزونها، وسائر الشؤون الأخرى التي تضمن لثورتهم النجاح.