والنصف الاخر من أصحاب الإمام (1) وكان من أعظم الناس حسرة آلاما لعلمه بما تجر هذه الحرب من المصاعب والمشاكل.
متارك الحرب وأعقبت حرب الجمل أفدح الخسائر، وأعظم الكوارث التي ابتلي بها المسلمون ومن بينها ما يلي.
1 - انها مهدت السبيل لمعاوية لمناجزة الامام، والتصميم على قتاله، فقد تبنى شعار معركة الجمل وهو المطالبة بدم عثمان ولولا حرب الجمل لما استطاع معاوية أن يعلن العصيان والتمرد على حكم الامام.
2 - انها أشاعت الفرقة والاختلاف بين المسلمين، فقد كانت روح المودة والألفة سائدة فيهم قبل حرب الجمل، وبعدها انتشرت البغضاء بين افراد الأسر العربية فقبائل ربيعة واليمن في البصرة أصبحت تكن أعمق البغض والكراهية لإخوانهم من ربيعة وقبائل اليمن في الكوفة وتطالبها بما أريق من دماء أبنائها بل أصبحت الفرقة ظاهرة شائعة حتى في البيت الواحد فبعض أبنائه كانوا شيعة لعلي والبعض الاخر كانوا شيعة لعائشة، ويقول المؤرخون:
ان البصرة بقيت محتفظة بولائها لعثمان حفنة من السنين، وان الإمام الحسين (ع) انما لم ينزح إليها لما عرفت به من الولاء لعثمان.
3 - انها أسقطت هيبة الحكم، وجرأت على الخروج عليه، فقد تشكلت الأحزاب النفعية، التي لأهم لها الا الاستيلاء على السلطة والظفر بخيرات البلاد، حتى كان التطاحن على الحكم من أبرز سمات ذلك العصر.