ويتساءل الكثيرون عن الأسباب التي أدت إلى اخفاق مسلم في ثورته مع ما كان يتمتع به من القوى العسكرية في حين أن خصمه لم تكن عنده أية قوة يستطيع أن يدافع بها عن نفسه فضلا عن الهجوم والدخول في عمليات القتال، ويعزو بعضهم السبب في ذلك إلى قلة خبرة مسلم في الشؤون السياسية، وعجزه من السيطرة على الموقف، فترك المجال مفتوحا لعدوه حتى تغلب عليه... وهذا الرأي - فيما يبدو - سطحي ليست له أية صبغة من التحقيق، وذلك لعدم ابتنائه على دراسة الاحداث بعمق وشمول ومن أهمها - فيما نحسب دراسة المجتمع الكوفي، وما مني به من التناقض في سلوكه الفردي والاجتماعي، والوقوف على المخططات السياسية التي اعتمد عليها ابن زياد للتغلب على الاحداث، والنظر في الصلاحيات المعطاة لمسلم بن عقيل من قبل الامام فان الإحاطة بهذه الأمور توضح لنا الأسباب في اخفاق الثورة وفيما يلي ذلك.
المجتمع الكوفي:
ولا بد لنا أن نتحدث بمزيد من التحقيق عن طبيعة م المجتمع الكوفي فإنه المرآة الذي تنعكس عليه الاحداث الهائلة التي لعبت دورها الخطير في تاريخ الاسلام السياسي، وان نتبين العناصر التي سكنت الكوفة، وتنظر إلى طبيعة الصلات الاجتماعية فيما بينهما، والحياة الاقتصادية التي كانت تعيش فيها، فان البحث عن ذلك يلقي الأضواء على فشل الثورة، كما يلقي الأضواء على التذبذب والانحرافات الفكرية التي مني بها هذا المجتمع والتي كان من نتائجها ارتكابه لأبشع جريمة في تاريخ الانسانية، وهي اقدامه على قتل ريحانة رسول الله (ص) والى القراء ذلك: