ابن الزبير فتخلوا عن المختار، وتركوه وحيدا يلقى حتفه ثم اشتراها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان فتخلوا عن مصعب، وتركوه يلقى مصيره على يد عبد الملك بن مروان " (1).
الاحجام عن كبس دار هانئ:
وعلم الطاغية ان هانئا هو العضو البارز في الثورة، فقد اطلعه الجاسوس الخطير معقل على الدور الفعال الذي يقوم به هانئ في دعم الثورة، ومساندتها بجميع قدراته، وعرفه أن داره أصبحت المركز العام للشيعة، والمقر الرئيسي لسفير الحسين مسلم... فلماذا لم يقم بكبسها وتطويقها بالجيش ليقضي بذلك على الثورة، وانما أحجم عن ذلك لعجزه عسكريا، وعدم مقدرته على فتح باب الحرب فان دار هانئ مع الدور التي كانت محيطة بها كانت تضم أربعة آلاف مقاتل ممن بايعوا مسلما بالإضافة إلى اتباع هانئ ومكانته المرموقة في المصر، فلهذا لم يستطع ابن زياد من القيام بذلك نظرا للمضاعفات السيئة.
رسل الغدر:
وأنفق ابن زياد لياليه ساهرا يطيل التفكير، ويطيل البحث مع حاشيته في شان هانئ، فهو أعز من في المصر، وأقوى شخصية يستطيع القيام بحماية الثورة، ولا يدع مسلما فريسة لأعدائه، فإذا قضى عليه فقد استأصل الثورة من جذورها، وقد أعرضوا عن القاء القبض عليه،