رد جرير:
ولما اجتمع لمعاوية أمره واحكم وضعه رد جرير، وأرسل معه إلى الامام رسالة حمله فيها المسؤولية في إراقة دم عثمان، وعرفه باجماع أهل الشام على حربه إن لم يدفع له قتلة عثمان، ويجعل الامر شورى بين المسلمين.
وارتحل جرير إلى الكوفة فأنبأ عليا بامتناع معاوية عليه، وعظم له أمر أهل الشام، ورأى الامام ان يقيم عليه الحجة مرة أخرى فبعث له سفراء آخرين يدعونه إلى الطاعة والدخول فيما دخل فيه المسلمون إلا أن ذلك لم يجد شيئا فقد أصر معاوية على غيه وعناده حينما أيقن ان له القدرة على مناجزة الامام ومناهضته.
قميص عثمان:
وألهب معاوية بمكره وخداعه قلوب السذج والبسطاء من أهل الشام حزنا واسى على عثمان فكان ينشر قميصه الملطخ بدمائه على المنبر فيضجون بالبكاء والعويل، واستخدم الوعاظ فجعلوا يهولون أمره، ويدعون الناس إلى الاخذ بثاره، وكان كلما فتر حزنهم عليه يقول له ابن العاص بسخرية واستهزاء:
" حرك لها حوارها تحن.. ".
فيخرج إليهم قميص عثمان فيعود لهم حزنهم، وقد أقسموا أن لا يمسهم الماء إلا من الاحتلام، ولا يأتون النساء، ولا ينامون على الفراش