بصرف النظر عن أن حجم هذه المؤلفات كان صغيرا جدا) لبلغ هذا العدد الذي أحرق في ذلك الوقت...،...، 72 مجلد وهو ضعف عدد مجلدات المكتبة بنحو 103 مرات تقريبا. ويستدل مما ذكرنا أن السبعمائة ألف مجلد لم تكن لتكفي الأربعة آلاف حمام ساعة واحدة لا ستة شهور وزاد على ذلك حضرة أستاذنا إسماعيل رأفت بك مؤيدا استبعاد وقوع هذا الأمر بقوله: مع إن الكاغد - يقطع النظر عن الرق - وإن كان يصلح لإيقاد النار، إلا أنه لا يصلح لبقائها أصلا (1).
وقد برهن (بطلر) على أن يوحنا النحوي الذي ذكره أبو الفرج في روايته لم يكن حيا يرزق وقد فتح الإسكندرية سنة 642 م، لأن يوحنا هذا كان قد اشترك مع (اديوسقوروس) و (جايوس) و (سايوس أسقف أنطاكية) في الكتابة ضد مجمع خلدونية، وظلوا حتى تولى چوستنيان (52 ب. م). ويكون قد عاش بضع سنين في أوائل القرن السابع الميلادي: أي قبل سنة 642 م. ولا بد أن يكون قد مات قبل دخول عمرو الإسكندرية بثلاثين أو أربعين سنة. وذكر أيضا أن السيراپيوم كانت دمرت سنة 391 م. (كما قدمنا) وبني على أنقاضها كنيسة أو جملة كنائس مسيحية، وأم يبق منها إلا حوائط كما ذكر (سديو) فلا يبعد إن تكون أيدي النصارى قد تطاولت إلى الكتب الوثنية فأتلفوها كلها، وحملوا الكتب العلمية إلى القسطنطينية. ولا نستبعد هذا الأمر إذا علمنا أن النصارى قد هشموا هيكل (سراپيس) وأحرقوه في الحال ولم يتركوا أي حجر من أحجار أشهر وأفخم معبود في العالم قائما أه.