الحادية عشرة: وبأن النجس منا طاهر منه.
الثانية عشر: ويستسقى به.
روى البزار والطبراني والحاكم والبيهقي بسند حسنه الشيخ عن عبد الله بن الزبير قال احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني الدم فقال: (اذهب فغيبه) فذهبت فشربته، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: (ما صنعت؟) قلت غيبته قال: (لعلك شربته) قلت: شربته.
وروى الدارقطني في السنن عن أسماء بنت أبي بكر قالت أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم فدفع دمه إلى ابني فشربه، فأتاه جبريل فأخبره فقال: (ما صنعت؟) قال: كرهت أن أصب دمك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تمسك النار، ومسح على رأسه وقال: (ويل للناس منك وويل لك من الناس).
وروى الحاكم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه - قال شج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فتلقاه أبي فلحس الدم عن وجهه بفمه وازدرده فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من سره أن ينظر إلى رجل خالط دمه دمي فلينظر إلى مالك بن سنان).
ورواه سعيد بن منصور عن عمرو بن السائب مرسلا وروى البزار وأبو يعلى وابن أبي خيثمة والبيهقي في السنن والطبراني عن سفينة قال: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير والناس فذهبت فشربته ثم جئت فقال ما صنعت؟ فأخبرته فضحك.
ورواه ابن عدي من طريق شريح بن يونس ثنا ابن أبي فديك ثنا برية بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده بلفظ خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير أو قال الناس والدواب شك ابن أبي فديك.
ورواه أبو الحسن بن الضحاك قال: حدثنا أبو الحكم، حدثنا أبو الغنائم، حدثنا عبد الله بن عبيد الله، أنبأنا أبو عبد الله المحاملي، أنبأنا علي بن شعيب، أنبأنا ابن أبي فديك فذكره.
وروى أبو يعلى والطبراني والدار قطني والحاكم وأبو نعيم عن أم أيمن - رضي الله تعالى عنها - قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل إلى فخارة فبال فيها، فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها، فلما أصبح أخبرته فضحك وقال: (أما انك لا يتجعن بطنك أبدا) ولفظ أبي يعلى: (أنك لن تشتكي بطنك بعد يومك هذا أبدا).
وروى عبد الرزاق عن ابن جريج قال: أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره، فجاء فإذا القدح ليس فيه شئ فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت بهم من أرض الحبشة فقال: (أين البول الذي كان في القدح؟) قالت:
شربته قال: (صحة يا أم يوسف) وكانت تكنى أم يوسف، فما مرضت قط حتى ماتت فيه،