قالت: فلما كان مرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي مات فيه عرضت له بحة.
فسمعته يقول: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
قالت عائشة: فظننا أنه كان يخير.
وأخرجاه من حديث شعبة به.
وقال الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير في رجال من أهل العلم، أن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح: إنه لم يقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير. قالت عائشة: فلما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه على فخذي غشي عليه ساعة ثم أفاق فأشخص بصره إلى سقف البيت.
وقال: اللهم الرفيق الاعلى. فعرفت أنه الحديث الذي كان حدثناه وهو صحيح، أنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير. قالت عائشة: فقلت: إذا لا يختارنا.
وقالت عائشة: كانت تلك الكلمة آخر كلمة تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفيق الاعلى.
أخرجاه من غير وجه عن الزهري به. وقال سفيان - هو الثوري - عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن أبي بردة، عن عائشة قالت: أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في حجري فجعلت أمسح وجهه وأدعو له بالشفاء. فقال: لا، بل أسأل الله الرفيق الاعلى الأسعد، مع جبريل وميكائيل وإسرافيل.
رواه النسائي من حديث سفيان الثوري به.
وقال البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ وغيره قالوا: حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أنس بن عياض، عن هشام بن عروة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، أن عائشة أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه