شهاب، عن سالم، أن الحجاج عام نزل بابن الزبير سأل عبد الله: كيف تصنع في هذا الموقف؟ فقال: إن كنت تريد السنة فهجر بالصلاة يوم عرفة. فقال ابن عمر: صدق، إنهم كانوا يجمعون بين الظهر والعصر في السنة. فقلت لسالم: أفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هل يبتغون بذلك إلا سنة؟!
وقال أبو داود: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا يعقوب، حدثنا أبي عوف، عن ابن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا من منى حين صلى الصبح صبيحة يوم عرفة فنزل بنمرة وهي منزل الإمام الذي ينزل به بعرفة، حتى إذا كان عند صلاة الظهر راح رسول الله صلى الله عليه وسلم مهجرا، فجمع بين الظهر والعصر.
وهكذا ذكر جابر في حديثه بعد ما أورد الخطبة المتقدمة قال: ثم أذن بلال ثم أقام، فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا.
وهذا يقتضى أنه عليه السلام خطب أولا ثم أقيمت الصلاة، ولم يتعرض للخطبة الثانية.
وقد قال الشافعي: أنبأنا إبراهيم بن محمد وغيره، عن جعفر بن محمد، عن أبيه وعن جابر في حجة الوداع (1)، قال: فراح النبي صلى الله عليه وسلم إلى الموقف بعرفة فخطب الناس الخطبة الأولى ثم أذن بلال ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة الثانية ففرغ من الخطبة وبلال من الاذان، ثم أقام بلال فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر.
قال البيهقي: تفرد به إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى.
قال مسلم: عن جابر: ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل جبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة.
وقال البخاري: حدثنا يحيى بن سليمان، عن ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير، عن كريب، عن ميمونة، أن الناس شكوا في صيام النبي صلى الله عليه وسلم