المأمون قد دخل من الباب الذي كان من داره إلى دار الرضا عليه السلام فقال يا سيدي يا أبا الحسن آجرك الله في الفضل فإنه دخل الحمام ودخل عليه قوم فقتلوه واخذ منهم ثلاثة أحدهم ابن خاله واجتمع الجند والقواد ومن كان من رجال الفضل على باب المأمون فقالوا هو اغتاله وشغبوا وطلبوا بدمه وجاءوا بالنيران ليحرقوا الباب فقال المأمون لأبي الحسن عليه السلام يا سيدي ترى ان تخرج إليهم وترفق بهم حتى يتفرقوا قال نعم وركب أبو الحسن عليه السلام وقال لي يا ياسر اركب فركبت فلما خرجنا من باب الدار نظر إلى الناس وقد ازدحموا عليه فقال لهم بيده تفرقوا فقال ياسر فاقبل والله بعضهم يقع على بعض وما أشار إلى أحد الا ركض ومشى على وجهه.
وعن مسافر قال لما أراد هارون بن المسيب ان يواقع محمد بن جعفر قال لي الرضا اذهب إليه وقل له لا تخرج غدا فإنك ان خرجت غدا هزمت وقتل أصحابك فان قال لك من أين علمت فقل له رأيت في النوم فقال نام العبد ولم يغسل استه ثم خرج فانهزم قتل أصحابه.
هذه القصص اختصرت ألفاظها اختصارا لا يخل بمعناها فلا تظنن اني تركتها ناسيا باب ذكر وفات الرضا علي بن موسى عليه السلام وسببها وطرف من الاخبار في ذلك وكان الرضا عليه السلام يكثر وعظ المأمون إذا خلا به ويخوفه بالله وتقبح له ما يرتكبه من خلافه وكان المأمون يظهر قبول ذلك ويبطن كراهته واستثقاله ودخل الرضا عليه السلام يوما وهو يتوضأ للصلاة والغلام يصب على يده الماء فقال لا تشرك يا أمير المؤمنين بعبادة ربك أحدا فصرف المأمون الغلام وتولى تمام الوضوء بنفسه وزاد ذلك في غيظه ووجده عليه.