الكرامة بعد الموت أكثر منها دلالة حال الحياة.
وهي ان من عظماء الخلفاء مجدهم الله تعالى من كان له نايب كبير الشأن في الدنيا من مماليكه الأعيان وكان في ولاية عامه طالت فيها مدته وكان ذا سطوة وجبروت فلما انتقل إلى الله تعالى اقتضت عناية الخليفة له ان تقدم بدفنه في ضريح مجاور لضريح الإمام موسى بن جعفر عليه السلام بالمشهد المطهر وكان بالمشهد المطهر نقيب معروف ومشهود له بالصلاح كثير التودد والملازمة للضريح والخدمة له قائم بوظائفها فذكر هذا النقيب انه بعد دفن هذا المتوفى في ذلك القبر بات بالمشهد الشريف فرأى في منامه ان القبر قد انفتح والنار تشتعل فيه وقد انتشر منه دخان ورائحة قتار ذلك المدفون فيه إلى أن ملأت المشهد وان الإمام موسى عليه السلام واقف فصاح لهذا النقيب باسمه وقال له تقول للخليفة يا فلان وسماه باسمه لقد آذيتني بمجاورة هذا الظالم وقال كلاما خشنا فاستيقظ ذلك النقيب وهو يرعد فرقا وخوفا ولم يلبث ان كتب ورقه وسيرها منهيا فيها صوره الواقعة بتفصيلها فلما جن الليل جاء الخليفة إلى المشهد المطهر بنفسه واستدعى النقيب ودخلوا إلى الضريح وأمر بكشف ذلك القبر ونقل ذلك المدفون إلى موضع آخر خارج المشهد فلما كشفوه وجدوا فيه رماد الحريق ولم يجدوا للميت أثرا وفى هذه القضية زيادة استغناء عن تعداد بقيه مناقبه واكتفاء عن بسط القول فيها.
واما أولاده فقيل ولد له عشرون ابنا وثمان عشر بنتا وأسماء بنيه عليه السلام على الرضا زيد إبراهيم عقيل هارون الحسن الحسين عبد الله إسماعيل عبيد الله عمر احمد جعفر يحيى إسحاق العباس حمزه عبد الرحمان القاسم جعفر الأصغر ويقال موضع عمر محمد