الغداة وطاف بالبيت أسبوعا فخرج فتبعته وإذا له حاشية وموال وهو على خلاف ما رايته في الطريق ودار به الناس من حوله يسلمون عليه فقلت لبعض من رايته يقرب منه من هذا الفتى فقال هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت قد عجبت ان تكون هذه العجائب الا لمثل هذا السيد.
ولقد نظم بعض المتقدمين واقعه شقيق معه في أبيات طويله اقتصرت على ذكر بعضها فقال:
سل شقيق البلخي عنه وما * عاين منه وما الذي كان أبصر قال لما حججت عاينت شخصا * شاحب اللون ناحل الجسم أسمر سايرا وحده وليس له * زاد فما زلت دائما أتفكر وتوهمت انه يسال الناس * ولم أدر انه الحج الأكبر ثم عاينته ونحن نزول * دون قيد على الكثيب الأحمر يضع الرمل في الاناء ويشربه * فناديته وعقلي محير اسقني شربه فناولني * منه فعاينته سويقا وسكر فسالت الحجيج من يك هذا * قيل هذا الإمام موسى بن جعفر.
فهذه الكرامات العالية المقدار الخارقة للعوائد هي على التحقيق حلية المناقب وزينه المزايا وغرر الصفات ولا يؤتاها الا من أفاضت عليه العناية الربانية أنوار التأييد ومرت له أخلاق التوفيق وأزلفته من مقام التقديس والتطهير (وما يلقيها الا الذين صبروا وما يلقيها الا ذو حظ عظيم).
ولقد قرع سمعي ذكر واقعه عظيمه ذكرها بعض صدور العراق أثبتت لموسى عليه السلام أشرف منقبته وشهدت له بعلو مقامه عند الله تعالى وزلفى منزلته لديه وظهرت بها كراماته بعد وفاته ولا شك ان ظهور