قال قد تواترت الاخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في المهدي وانه يملك سبع سنين ويملأ الأرض عدلا وانه يخرج مع عيسى بن مريم ويساعده في قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين وانه يؤم هذه الأمة وعيسى يصلي خلفه في طول من قصته وأمره وقد ذكر الشافعي في كتاب الرسالة ولنا به أصل ونرويه ولكن يطول ذكر سنده قال وقد اتفقوا على أن الخبر لا يقبل إذا كان الراوي معروفا بالتساهل في روايته الباب الثاني عشر في قوله صلى الله عليه وآله وسلم لن تهلك أمة انا في أولها وعيسى في آخرها والمهدي في وسطها وبإسناده عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لن تهلك أمه " الحديث " قال هذا حديث حسن رواه الحافظ أبو نعيم في عواليه وأحمد ابن حنبل في مسنده ومعنى قوله وعيسى في آخرها لم يرد به صلى الله عليه وآله وسلم ان عيسى يبقى بعد المهدي عليهما السلام لان ذلك لا يجوز لوجوه.
منها انه قال صلى الله عليه وآله وسلم ثم لا خير في الحياة بعده وفي رواية ثم لا خير في العيش بعده كما تقدم.
ومنها ان المهدي عليه السلام إذا كان امام آخر الزمان ولا امام بعده مذكورا في رواية أحد من الأمة وهذا غير ممكن ان الخلق يبقى بغير الامام.
فان قيل إن عيسى يبقى بعد امام الأمة.
قلت لا يجوز هذا القول وذلك أنه صلى الله عليه وآله وسلم صرح انه لا خير بعده وإذا كان عيسى في قوم لا يجوز ان يقال لا خير فيهم وأيضا لا يجوز ان يقال انه نايبة لأنه جل منصبه عن ذلك ولا يجوز ان يقال انه يستقل بالأمة لان ذلك يوهم العوام انتقال الملة المحمدية إلى الملة العيسوية فهذا كفر فوجب حمله على الصواب وهو انه صلى الله عليه وآله وسلم أول داع إلى ملة الاسلام والمهدي أوسط داع