الشيعة والسنة من الفرق فقوله ساقط مردود وحشو مطرح فثبت ان هذا اجماع كافة أهل الاسلام ومع ثبوت الاجماع على ذلك وصحته فأيما أفضل الامام أو المأموم في الصلاة والجهاد معا.
والجواب عن ذلك أن نقول هما قدوتان نبي وامام وان كان أحدهما قدوة لصاحبه في حال اجتماعهما وهو الامام يكون قدوة للنبي في تلك الحال وليس فيهما من تأخذه في الله لومة لائم وهما أيضا معصومان من ارتكاب القبائح كافه والمداهنة والرياء والنفاق ولا يدعو الداعي لأحدهما إلى فعل ما يكون خارجا عن حكم الشريعة ولا مخالفا لمراد الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وإذا كان الامر كذلك فالامام أفضل من المأموم لموضع ورود الشريعة المحمدية بذلك بدليل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأم بالقوم أقرأهم فان استووا فأعلمهم فان استووا فأفقههم فان استووا فأقدمهم هجرة فان استووا فأصبحهم وجها فلو علم الإمام ان عيسى عليه السلام أفضل منه لما جاز له ان يتقدم عليه لأحكامه علم الشريعة ولموضع تنزيه الله تعالى له من ارتكاب كل مكروه وكذلك لو علم عيسى انه أفضل منه لما جاز له ان يقتدي به لموضع تنزيه الله له من الرياء والنفاق والمحاباة بل لما تحقق الامام انه أعلم منه جاز له ان يتقدم عليه وكذلك قد تحقق عيسى ان الامام اعلم منه فلذلك قدمه وصلى خلفه ولولا ذلك لم يسعه الاقتداء بالامام فهذه درجة الفضل في الصلاة ثم الجهاد وهو بذل النفس بين يدي من يرغب إلى الله تعالى بذلك ولولا ذلك لم يصح لأحد جهاد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا بين يدي غيره والدليل على صحة ما ذهبنا إليه قول الله سبحانه وتعالى " ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التورية والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به