وروى عن أبي بصير قال قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام جعلت فداك بم يعرف الإمام قال بخصال اما أولهن فإنه بشئ تقدم من أبيه وأشار به إليه ليكون حجه ويسئل فيجيب وإذا سكت عنه ابتدأ ويخبر بما في غد ويكلم الناس بكل لسان ثم قال يا أبا محمد أعطيك علامته قبل ان تقوم فلم يلبث ان دخل عليه رجل من خراسان فكلمه الخراساني بالعربية فأجابه أبو الحسن بالفارسية فقال له الخراساني والله ما منعني ان أكلمك بالفارسية الا انى ظننتك لا تحسنها فقال سبحان الله إذا كنت لا أحسن ان أجيبك فما فضلي عليك فيما استحق به الإمامة ثم قال يا أبا محمد ان الامام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ولا منطق الطير ولا كلام شئ فيه روح وروى عبد الله بن إدريس عن ابن سنان قال حمل الرشيد في بعض الأيام إلى علي بن يقطين ثيابا أكرمه بها وكان في جملتها دراعة خز سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب فانفذ علي بن يقطين جل تلك الثياب إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام وأنفذ في جملتها تلك الدراعة وأضاف إليها مالا كان أعده على رسم له فيما يحمله إليه من خمس ماله فلما وصل ذلك إلى أبي الحسن عليه السلام قبل المال والثياب ورد الدراعة على يد الرسول إلى علي بن يقطين وكتب إليه احتفظ بها ولا تخرجها عن يدك فسيكون لك بها شأن تحتاج إليها معه فارتاب علي بن يقطين بردها عليه ولم يدر ما سبب ذلك واحتفظ بالدراعة فلما كان بعد ذلك بأيام تغير علي بن يقطين على غلام كان يختص به فصرفه عن خدمته وكان الغلام يعرف ميل علي بن يقطين إلى أبي الحسن عليه السلام ويقف على ما يحمله إليه في كل وقت من مال وثياب والطاف وغير ذلك فسعى به
(١٦)