علي بن موسى الرضا عليه السلام ولا رآه عالم الا شهد له بمثل شهادتي ولقد جمع المأمون في مجالس له عددا من علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم حتى ما بقي منهم أحد الا أقر له بالفضل وأقر على نفسه بالقصور ولقد سمعته عليه السلام يقول كنت اجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون فإذا عيى الواحد منهم عن مسألة أشاروا إلي بأجمعهم وبعثوا إلى المسائل فأجيب عنها قال أبو الصلت ولقد حدثني محمد بن إسحاق بن موسى بن جعفر عليهما السلام عن أبيه ان موسى بن جعفر كان يقول لبنيه هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد فسلوه عن أديانكم واحفظوا ما يقول لكم فأني سمعت أبي جعفر ابن محمد عليهما السلام يقول لي ان عالم آل محمد لفي صلبك وليتني أدركته فإنه سمي أمير المؤمنين وعن محمد بن يحيى الفارسي قال نظر أبو نؤاس إلى الرضا عليه السلام ذات يوم وقد خرج من عند المأمون على بغلة له فدنا منه وسلم عليه وقال يا بن رسول الله قد قلت فيك أبياتا وأحب ان تسمعها مني فقال هات فأنشأ يقول مطهرون نقيات ثيابهم * تجرى الصلاة عليهم أينما ذكروا من لم يكن علويا حين تنسبه * فما له في قديم الدهر مفتخر فأنتم الملأ الأعلى وعندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور فقال الرضا عليه السلام قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد يا غلام هل معك من نفقتنا شئ فقال له ثلاثمائة دينار فقال أعطها إياه ثم قال لعله استقلها يا غلام سق إليه البغلة.
ولأبي نواس أيضا فيه (حين عوتب على الامساك عن مديحه فقال) قيل لي أنت أوحد الناس طرا * في فنون من الكلام النبيه