وهي أبيات مشهورة ولما سمع أمير المؤمنين بقتلهما جزع جزعا شديدا ودعا على بسر فقال: اللهم أسلبه دينه وعقله، فأصابه ذلك وفقد عقله، وكان يهدى بالسيف ويطلبه فيؤتى بسيف من خشب، وجعل بين يديه زق منفوخ فلا يزال يضربه فلم يزل كذلك حتى مات.
ولما استقر الامر لمعاوية دخل عليه عبيد الله بن العباس وعنده بسر ابن أرطاة فقال: وددت أن الأرض أنبتتني عندك حين قتلت ولدى، فقال بسر: هاك سيفي فأهوى عبيد الله يتناوله فأخذه معاوية وقال لبسر: أخزاك الله شيخا قد خرفت والله لو تمكن منه لبدا بي، قال عبيد الله: أجل ثم ثنيت به.
وقيل إن مسير بسر إلى الحجاز كان سنة اثنتين وأربعين.
رجع الحديث فلما سمع بسر عليا يدعو معاوية إلى البراز ومعاوية يمتنع قال: قد عزمت على مبارزة علي فلعلي أقتله، فأذهب في العرب بشهرته وشاور غلاما يقال له لاحق، فقال: ان كنت واثقا من نفسك فافعل، وإلا فلا تبرز إليه، فإنه والله الشجاع المطرق:
فأنت له يا بسر ان كنت مثله وإلا فان الليث للضبع آكل متى تلقه فالموت في رأس رمحه وفي سيفه شغل لنفسك شاغل فقال: ويحك هل هو إلا الموت؟ ولا بد من لقاء الله على كل الأحوال اما بموت أو قتل، ثم خرج بسر إلى علي عليه السلام وهو ساكت بحيث لا يعرفه علي عليه السلام لحالة كانت صدرت منه، فلما نزل إليه علي عليه السلام حمل عليه فسقط بسر عن فرسه على قفاه ورفع رجليه وكشف عن سوأته فصرف علي وجهه عنه ووثب بسر قائما وسقط المغفر عن رأسه فصاح أصحاب علي: يا أمير المؤمنين انه بسر بن أرطاة! فقال عليه السلام: ذروه