كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٥٦
الرماح) وندعوهم إلى كتاب الله تعالى، فقال: أصبت ورفعوها ورجع القراء عن القتال، فقال لهم علي عليه السلام: انها فعلة عمرو بن العاص وخديعة وفرار من الحرب، وليسوا من رجال القرآن فيدعوننا إليه، فلم يقبلوا وقالوا: لا بد أن تنفذ وترد الأشتر عن موقفه وإلا حاربناك وقتلناك أو سلمناك إليهم، فأنفذ في طلب الأشتر فأعاد إليه أنه ليس بوقت يجب أن تزيلني فيه عن موقفي وقد أشرفت على الفتح فعرفه بالاختلاف الذي وقع فعاد ولام القراء وعنفهم وسبهم وسبوه وضرب وجه دوابهم وضربوا وجه دابته، وأبوا إلا الاستمرار على غيهم، وانهماكا في بغيهم، ووضعت الحرب أوزارها.
وسأل علي عليه السلام: ما الذي أردتم برفع المصاحف؟ قالوا: الدعاء إلى ما فيها والحكم بمضمونها، وان نقيم حكما وتقيموا حكما ينظران في هذا الامر ويقران الحق مقره، فعرفهم أمير المؤمنين ما في طي أقوالهم من الخداع، وما ينضمون عليه من خبث الطباع، فلم يسمعوا ولم يجيبوا وألزموه بذلك إلزاما لا محيص عنه فأجاب على مضض.
ونصب معاوية عمرو بن العاص وعين علي عليه السلام عبد الله بن العباس فلم يوافقوا وقالوا: لا فرق بينك وبينه فقال: فأبو الأسود؟ فأبوا عليه فاختاروا أبا موسى الأشعري، فقال عليه السلام: إن أبا موسى مستضعف وهواه مع غيرنا، فقالوا: لا بد منه فقال: إذا أبيتم فاذكروا كلما قلت وقلتم، وكان من خدع عمرو أبا موسى وحمله على خلع علي عليه السلام وإقرارها على لسان عمرو في معاوية، وتشاتمهما وتلاعنهما ما هو مشهور في كتب السير والتواريخ.
وقد عمل في صفين كتاب مفرد وليس كتابنا هذا بصدد ذكر ذلك وأمثاله وانما غرضنا وصف مواقف أمير المؤمنين عليه السلام وشدة بأسه وإقدامه وتعديد مناقبه وذكر أيامه ونذكر ملخصا حال معاوية عند عزمه على قتال علي
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357